[ ص: 3868 ] وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين
الضمير في (عليه) ، يعود إلى أنباء الغيب والقرآن، والتبليغ بهذا الدين، وما تسألهم على هذا التبليغ بهذه الأنباء وبالوحدانية، لا تسألهم أي أجر، فـ (من) لبيان عموم النفي لا تسألهم أي أجر من أنواع الأجور، لا تسألهم رياسة ولا إمرة ولا شيئا من هذه الأمور الدنيوية، ولقد عرضوا على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الأمر والسيادة، وقالوا إن أردت سودناك، وعرضوا عليه الأموال، ورضوا بأن يعطوه كل جاه ومال، وأن يتركهم وما يعبدون، ولكنه حقر ما يرضون بجوار ما يدعوهم إليه من التوحيد وعدم الشرك.
بل قال الله تعالى في رد ما يعرضون إن هو إلا ذكر للعالمين (إن) هي النافية والضمير يعود إلى التبليغ وما يتضمنه من القرآن الكريم، وقصصه الحق الموحى به، ليس هذا إلا تذكيرا للعالمين، لأهل العقل في هذه الدنيا.