[ ص: 4119 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30489_32872_34513_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=99واعبد ربك حتى يأتيك اليقين .
في هذا بيان لحقيقة التسبيح بحمد ربه، وهو العبادة بكل أنواعها من تطهير للنفس بالصلاة والصوم والحج، وتطهير للمجتمع بالصدقات المنثورة والمفروضة، وقد كانت مطلوبة قبل الهجرة وهم في مكة كما قال تعالى في سورة الروم المكية:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=39وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون
والتعبير بـ (ربك) فيه إشارة إلى أن مقام الربوبية يقتضي العبادة الخالصة له، وقد حدد سبحانه وتعالى نهاية العبادة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=99حتى يأتيك اليقين
الكثرة الكبرى من المفسرين يقولون: إن اليقين هنا هو الموت، ويكون المعنى على هذا حتى يأتيك الأمر الذي لا يرتاب فيه وهو اليقين الثابت بالموت، إذ يكون اليقين ثابتا بالاعتقاد، حتى يكون الموت، فيكون ثابتا بالعيان لا بالبرهان وهذا الكلام يشير إلى حقيقتين ثابتتين:
الحقيقة الأولى:
nindex.php?page=treesubj&link=29530وجوب العبادة طوال الحياة حتى الممات.
والحقيقة الثانية: فيه إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=29530العبادة تزيد اليقين فيزداد المؤمنون إيمانا إلى إيمانهم، ولله غيب السماوات والأرض وإليه مرجع الأمور.
* * *
[ ص: 4119 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30489_32872_34513_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=99وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ .
فِي هَذَا بَيَانٌ لِحَقِيقَةِ التَّسْبِيحِ بِحَمْدِ رَبِّهِ، وَهُوَ الْعِبَادَةُ بِكُلِّ أَنْوَاعِهَا مِنْ تَطْهِيرٍ لِلنَّفْسِ بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ، وَتَطْهِيرٍ لِلْمُجْتَمِعِ بِالصَّدَقَاتِ الْمَنْثُورَةِ وَالْمَفْرُوضَةِ، وَقَدْ كَانَتْ مَطْلُوبَةً قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَهُمْ فِي مَكَّةَ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الرُّومِ الْمَكِّيَّةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=39وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ
وَالتَّعْبِيرُ بِـ (رَبَّكَ) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَقَامَ الرُّبُوبِيَّةِ يَقْتَضِي الْعِبَادَةَ الْخَالِصَةَ لَهُ، وَقَدْ حَدَّدَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نِهَايَةَ الْعِبَادَةِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=99حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
الْكَثْرَةُ الْكُبْرَى مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُونَ: إِنَّ الْيَقِينَ هُنَا هُوَ الْمَوْتُ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا حَتَّى يَأْتِيَكَ الْأَمْرُ الَّذِي لَا يُرْتَابُ فِيهِ وَهُوَ الْيَقِينُ الثَّابِتُ بِالْمَوْتِ، إِذْ يَكُونُ الْيَقِينُ ثَابِتًا بِالِاعْتِقَادِ، حَتَّى يَكُونَ الْمَوْتُ، فَيَكُونُ ثَابِتًا بِالْعَيَانِ لَا بِالْبُرْهَانِ وَهَذَا الْكَلَامُ يُشِيرُ إِلَى حَقِيقَتَيْنِ ثَابِتَتَيْنِ:
الْحَقِيقَةُ الْأُولَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29530وُجُوبُ الْعِبَادَةِ طَوَالَ الْحَيَاةِ حَتَّى الْمَمَاتِ.
وَالْحَقِيقَةُ الثَّانِيَةُ: فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29530الْعِبَادَةَ تَزِيدُ الْيَقِينَ فَيَزْدَادُ الْمُؤْمِنُونَ إِيمَانًا إِلَى إِيمَانِهِمْ، وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ مَرْجِعُ الْأُمُورِ.
* * *