قال تعالى في توضيح باطلهم:
nindex.php?page=treesubj&link=28662_34131_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=73ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون .
هذا باطلهم وهو أوضح باطل آمنوا به، يعبدون غير الله من دونه، وهو إشارة إلى مقام معبودهم من الله تعالى ما لا يملك لهم رزقا في السماوات والأرض، فلا يملك في السماء مطرا يحيي به الأرض بعد موتها، ولا في الأرض نباتا يأكل منه الإنسان والحيوان، ولا النعم الذي تكون في الأرض، ولا الثمرات التي تثمرها الغراس والأشجار،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=73ولا يستطيعون أي لا تستطيع تلك المعبودات المزعومة أن تأتي بشيء من هذا، ولكنه ضلال العقل والوهم الذي يسيطر، وأعيد الضمير لمن يعقل تهكما بهم وعلى زعمهم، إذ يعبدونهم.
[ ص: 4222 ] و (شيئا) مفعول مطلق، أي: أي رزق كان ولو رزقا قليلا؛ لأنه حجر لا يقدر على شيء وليس فيه حياة، فكيف يعبده حي؟! ويصح أن يكون في معنى الصفة لرزق، أي: لا يملكون في السماوات والأرض شيئا أي: أي قدر كان.
وأنهم إذ يعبدون ما لا يملك رزقا في السماوات والأرض ولا في شيء، يشبهونهم بالله سبحانه وتعالى، ويجعلونهم مثله تبارك وتعالى عن الشبيه والمثيل، ولذا قال تعالى:
قَالَ تَعَالَى فِي تَوْضِيحِ بَاطِلِهِمْ:
nindex.php?page=treesubj&link=28662_34131_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=73وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلا يَسْتَطِيعُونَ .
هَذَا بَاطِلُهُمْ وَهُوَ أَوْضَحُ بَاطِلٍ آمَنُوا بِهِ، يَعْبُدُونَ غَيْرَ اللَّهِ مِنْ دُونِهِ، وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى مَقَامِ مَعْبُودِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَلَا يَمْلِكُ فِي السَّمَاءِ مَطَرًا يُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا، وَلَا فِي الْأَرْضِ نَبَاتًا يَأْكُلُ مِنْهُ الْإِنْسَانُ وَالْحَيَوَانُ، وَلَا النِّعَمُ الَّذِي تَكُونُ فِي الْأَرْضِ، وَلَا الثَّمَرَاتِ الَّتِي تُثْمِرُهَا الْغِرَاسُ وَالْأَشْجَارُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=73وَلا يَسْتَطِيعُونَ أَيْ لَا تَسْتَطِيعُ تِلْكَ الْمَعْبُودَاتُ الْمَزْعُومَةُ أَنَّ تَأْتِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا، وَلَكِنَّهُ ضَلَالُ الْعَقْلِ وَالْوَهْمُ الَّذِي يُسَيْطِرُ، وَأُعِيدَ الضَّمِيرُ لِمَنْ يَعْقِلُ تَهَكُّمًا بِهِمْ وَعَلَى زَعْمِهِمْ، إِذْ يَعْبُدُونَهُمْ.
[ ص: 4222 ] وَ (شَيْئًا) مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ، أَيْ: أَيَّ رِزْقٍ كَانَ وَلَوْ رِزْقًا قَلِيلًا؛ لِأَنَّهُ حَجَرٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ فِيهِ حَيَاةٌ، فَكَيْفَ يَعْبُدُهُ حَيٌّ؟! وَيَصِحُّ أَنْ يَكُونَ فِي مَعْنَى الصِّفَةَ لِرِزْقٍ، أَيْ: لَا يَمْلِكُونَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا أَيْ: أَيُّ قَدْرٍ كَانَ.
وَأَنَّهُمْ إِذْ يَعْبُدُونَ مَا لَا يَمْلِكُ رِزْقًا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا فِي شَيْءٍ، يُشَبِّهُونَهُمْ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيَجْعَلُونَهُمْ مِثْلَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنِ الشَّبِيهِ وَالْمَثِيلِ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى: