إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون .
قصر سبحانه سلطانه على الذين يتولونه أي على الذين جعلوا ولايتهم له فاختاروا الهوى على الحق والأوهام على الفعل، وكان سلطانه بمعنى حجته عليهم؛ لأنه أغواهم أولا بالأوهام الضالة والأهواء الجامحة المغيرة، فكانت حجته الباطلة رائجة عندهم، و(إنما) أداة قصر، أي: لا سلطان ولا ولاية على غيرهم إذا ضلوا سواء السبيل، فأضلهم وفرغت نفوسهم عن الإيمان فملأها بالأوهام.
وقد قال تعالى في وصفهم إذ صار سلطانه عليهم: والذين هم به مشركون وفي هذا توكيد لتوليهم له، فهم مشركون بسببه أن اعتقدوا في الأحجار الوهمية وهي لا تضر ولا تنفع بسببه، وأشركوهم مع الله بسبب تحكمه بأوهامه فيهم.