[ ص: 4392 ] القرآن حجاب مستور عن المشركين لشركهم
قال الله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_30612_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا
يقول الله تعالى مخاطبا نبيه الذي يدعو إلى الحق والقرآن بالقرآن:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا
وذكر سبحانه الذين لا يؤمنون بالآخرة؛ لأن الذين يؤمنون بالبعث تجمد قلوبهم على الحس فلا يؤمنون بغيره، وتغلظ على الهدى، لأنهم يحسبون أنه لا حياة غير هذه الحياة، فيرتقبون ويلعبون ويلهون وكأنما خلق الإنسان عبثا، وذلك أداهم إلى الكفر فصاروا لا يؤمنون بشيء.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45حجابا مستورا الحجاب هو الحاجز عن الوصول إلى أمر أو اعتقاد، وقال بعض العلماء: إن مستورا معناه ساتر، وإن ذلك مجاز أساسه تلاقي المشتقات، وأحسب أن ذلك مبالغة في ستره، حتى إنه من ستره للحقائق عليهم صار هو كأنه مستور عندهم، ويصح أن يقال: إنه مستور عليهم لا يدركونه ولا يعرفونه ويحسبون أنهم يعرفونه ، أو أن القرآن مستور عليهم بحجاب، فهم لا يعرفونه مغزاه ولا مرماه، أو أن هذا الحجاب ليس بمحسوس بل أمر معنوي مستور
[ ص: 4393 ] عليهم، وكلها معان تتجه إلى بيان أنهم لا ينتفعون من القرآن ولا يتدبرون معانيه لهذا الحجاب الذي يسترهم عنه، ويسترون بفعلهم وبأهوائهم أنفسهم، وكان التعبير بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45مستورا إشعار بأنهم الذين صنعوا الحجاب بإعراضهم وهم الذين ستروه عن أنفسهم بأنفسهم،
[ ص: 4392 ] الْقُرْآنُ حِجَابٌ مَسْتُورٌ عَنِ الْمُشْرِكِينَ لِشِرْكِهِمْ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_30612_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى مُخَاطِبًا نَبِيَّهُ الَّذِي يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ وَالْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا
وَذَكَرَ سُبْحَانَهُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ؛ لِأَنَّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ تَجْمُدُ قُلُوبُهُمْ عَلَى الْحِسِّ فَلَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْرِهِ، وَتَغْلُظُ عَلَى الْهُدَى، لِأَنَّهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُ لَا حَيَاةَ غَيْرُ هَذِهِ الْحَيَاةِ، فَيَرْتَقِبُونَ وَيَلْعَبُونَ وَيَلْهُونَ وَكَأَنَّمَا خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَبَثًا، وَذَلِكَ أَدَّاهِمُ إِلَى الْكُفْرِ فَصَارُوا لَا يُؤْمِنُونَ بِشَيْءٍ.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45حِجَابًا مَسْتُورًا الْحِجَابُ هُوَ الْحَاجِزُ عَنِ الْوُصُولِ إِلَى أَمْرٍ أَوِ اعْتِقَادٍ، وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّ مَسْتُورًا مَعْنَاهُ سَاتِرٌ، وَإِنَّ ذَلِكَ مَجَازٌ أَسَاسُهُ تَلَاقِي الْمُشْتَقَّاتِ، وَأَحْسَبُ أَنَّ ذَلِكَ مُبَالَغَةٌ فِي سَتْرِهِ، حَتَّى إِنَّهُ مِنْ سَتْرِهِ لِلْحَقَائِقِ عَلَيْهِمْ صَارَ هُوَ كَأَنَّهُ مَسْتُورٌ عِنْدَهُمْ، وَيَصِحُّ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ مَسْتُورٌ عَلَيْهِمْ لَا يُدْرِكُونَهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَهُ ، أَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ مَسْتُورٌ عَلَيْهِمْ بِحِجَابٍ، فَهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ مَغْزَاهُ وَلَا مَرْمَاهُ، أَوْ أَنَّ هَذَا الْحِجَابَ لَيْسَ بِمَحْسُوسٍ بَلْ أَمْرٌ مَعْنَوِيٌّ مَسْتُورٌ
[ ص: 4393 ] عَلَيْهِمْ، وَكُلُّهَا مَعَانٍ تَتَّجِهُ إِلَى بَيَانِ أَنَّهُمْ لَا يَنْتَفِعُونَ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا يَتَدَبَّرُونَ مَعَانِيَهُ لِهَذَا الْحِجَابِ الَّذِي يَسْتُرُهُمْ عَنْهُ، وَيَسْتُرُونَ بِفِعْلِهِمْ وَبِأَهْوَائِهِمْ أَنْفُسَهُمْ، وَكَانَ التَّعْبِيرُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45مَسْتُورًا إِشْعَارٌ بِأَنَّهُمُ الَّذِينَ صَنَعُوا الْحِجَابَ بِإِعْرَاضِهِمْ وَهُمُ الَّذِينَ سَتَرُوهُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ،