لقد لقي الأقران مني نكرا ... داهية دهياء إدا إمرا
وأي منكر يكون داهية للعقول؛ أن يقول قائل: "اتخذ الرحمن ولدا ".
ويلاحظ أنه انتقل الكلام الكريم من الغيبة إلى الخطاب; ليوجه القول الشديد إليهم؛ وينبههم إلى عظيم ما ارتكبوا؛ وأنهم أتوا بأمر تطابقت العقول المدركة على إنكاره؛ وهو خطير في ذاته؛ لا يقوله إلا مأفون في غفلة عن التفكير السليم المنطقي؛ ولقد كنا كلما تذاكرنا مع القائلين لهذا القول؛ يقولون: إن ذلك فوق العقول؛ لا تدركه؛ وما هو بمدرك في ذاته; ولذا شاع بين فلاسفة النصارى كلمة المنطق الديني؛ في مقابل المنطق العقلي؛ البرهان؛ وقالوا: إن منطق الدين لا تطبق عليه مقاييس البرهان والاستدلال؛ ويقولون: لأنه فوق العقل؛ ونقول لهم: إن منطقهم الديني أمر منكر في العقول؛ وهو إد في العقول؛ وهو أمر - مع أنه نكر - هائل في بطلانه؛ وأثره في تضليل الأفهام؛ وغفلة العقول.