الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          والحديث في الوقت الذي كان يطلب فيه نارا؛ رآها؛ يشير إلى ضوئها في ليلة قارة شديدة البرودة والظلام؛ وكان في ظلام حالك: فقال لأهله امكثوا أي: اثبتوا في أماكنكم؛ إني آنست نارا أي: رأيتها واستأنست بها في وحشة ذلك الظلام الحالك؛ وذلك الليل البهيم؛ لعلي آتيكم في مكثكم؛ وسعيي لها؛ بقبس أي: جذوة؛ أو شعلة؛ تصطلون بها من قركم؛ وتشعلون بها مشعلا يضيء لكم؛ ويكشف لكم الظلمة الحالكة؛ أو أجد على النار هدى "على "؛ بمعنى "عند "؛ والمعنى: أو أجد عند النار هدى؛ أعلم معالم الطريق؛ ونسير على هدى هذه النار؛ وهناك من قال: إن الهدى هو الهداية؛ لأن طالب الحق يكون في شاغل من أمره بطلب الهداية؛ وخصوصا مثل الكليم الذي ثار على ظلم فرعون؛ ولقد ذكرت القصة في سورة "القصص "؛ بتفصيل في ذلك؛ فقد جاء في سورة "القصص ": فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ؛ وهذه مشاق تحملها موسى؛ كليم الله (تعالى)؛ وقد تربى منعما؛ مرفها في بيت فرعون؛ ولكنه آثر حياة الجد؛ على حياة اللهو والترف؛ فلم يرد أن يكون من المترفين؛ فكان من النبيين.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية