نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما المتحدث هو الله (تعالى)؛ بضمير التعظيم؛ فهو وحده العظيم الكبير؛ وقوله: "أعلم "؛ أفعل التفضيل ليس على بابه؛ بل معناه: العليم علما ليس مثله علم؛ ولا فوقه علم؛ وقوله (تعالى): "بما يقولون "؛ أي: مع تخافتهم؛ وقولهم في خفت؛ بصوت غير مسموع؛ إلا لأنفسهم؛ ليس لأحد غيرهم؛ وقال (تعالى): إذ يقول أمثلهم طريقة والأمثل هو الأعدل في القول؛ وفي الإدراك؛ و "طريقة "؛ أي: طريقة التفكير؛ واتجاها إلى الطريق المستقيم؛ إن لبثتم إلا يوما "إن "؛ نافية؛ أي: ما لبثتم إلا يوما؛ أي يوما واحدا.
والله - سبحانه وتعالى - أخبر عن تخافتهم في وقت الفزع الأكبر؛ وأنهم في هولهم يستقلون ما مضى عليهم في الحياة؛ بجوار ما يستقبلون من أيام شداد غلاظ؛ أو لوجودهم في قبورهم غير شاعرين؛ لا يعرفون الزمن الحقيقي الذي لبثوه في القبور؛ وذلك وحكمته في خلق الإنسان.
دليل قدرة الله - سبحانه وتعالى - على البعث؛