وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى "إذ "؛ مفعول لفعل محذوف؛ تقديره: "اذكر "؛ والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليعلن لأمته؛ فتستعصم بالحذر من إبليس؛ كيلا يقعوا في إغوائه الذي توعدهم؛ إذ قال في إصرار: لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين
و "قلنا "؛ ضمير المتكلم لله (تعالى)؛ والأمر للملائكة؛ ويظهر أنه كان داخلا في عموم هذا الأمر؛ سواء أكان منهم أم لم يكن؛ فهو داخل في عموم الأمر؛ ولذا كان الاستثناء؛ فسجدوا طائعين مع معارضتهم ابتداء لخلافته في الأرض؛ فلما رأوا أن ربهم فضله عليهم بأن علمه الأسماء كلها؛ ولم يعرفوها هم؛ سجدوا؛ أما إبليس فقد أبى السجود؛ معارضا لرب العالمين؛ وهنا ذكر أنه "أبى "؛ ولم يذكر سبب إبائه؛ وذكره في آيات أخر؛ وهو قوله: خلقتني من نار وخلقته من طين ؛ ونسي أن الله الخالق؛ وكان في استطاعته أن يكون العكس؛ ولكن الله (تعالى) فعال لما يريد؛ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
وقد أخذ يبين الله (تعالى) العهد وسياقه؛ فقال - عز من قائل -: