قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومؤدى القول: لقد جادلوك؛ وصابرتهم؛ وأحسنت جدالهم؛ فذرهم واتركهم لعاقبة أمرهم؛ و "قل كل متربص "؛ التنوين في "كل "؛ قائم إلى مقام مضاف محذوف؛ تقديره - مثلا -: "كل فريق متربص "؛ أي: منتظر عاقبته ليراها محسوسة معلومة؛ وإن كانت الحقيقة معروفة للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهذا كقوله (تعالى): وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين [ ص: 4818 ] فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى الفاء تنبئ عن شرط مقدر؛ فإذا تربصنا فستعلمون من أصحاب الطريق المستقيم؛ فـ "الصراط "؛ هو الطريق السوي؛ أي: المستقيم؛ ومن وصل إلى الهداية وإلى الحق؛ أي: ستعلمون من يكون قد سلك المسلك المستقيم؛ ومن سار على الطريقة؛ ومن وصل إلى الحق؛ واهتدى إليه؛ والاستفهام للتنبيه والتوجيه؛ والجملة كلها للتهديد; لأن من اهتدى وسلك طريق الحق فقد نال حسن الهداية والتوفيق؛ ونال الجنة والنعيم المقيم؛ ورضوانا من الله أكبر؛ ومن ضل وغوى؛ وسار في مسارات الشيطان فقد هوى إلى نار جهنم؛ وبئس المصير.
فاللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم؛ وجنبنا سبل الضلالة الموصلة إلى عذاب الجحيم.