nindex.php?page=treesubj&link=19734_29676_31975_33177_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88فاستجبنا له أي: أجبناه؛ والسين والتاء للطلب؛ وهما يدلان على شدة الإجابة وشدة الرفق؛ وكانت التعدية باللام؛ مع أن "أجاب "؛ تتعدى بنفسها; للدلالة على كمال العناية به؛ وترادف النعم عليه؛ وقال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88ونجيناه من الغم "الغم "؛ هو الألم الذي يصم النفس ويصيبها بغمة شديدة؛ وهم واصب؛ وذلك من أثر المغاضبة التي غاضب بها قومه؛ وخرج - عليه السلام - عن سنة النبيين الهادين المرشدين؛
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88وكذلك ننجي المؤمنين أي: كهذه النتيجة التي نجينا بها صاحب الحوت ننجي المؤمنين؛ فلا ندع مؤمنا في غم؛ بل نفرج عنه.
وهنا أمران بيانيان؛ نشير إليهما؛ أولهما أنه حذف من القول ما أنبأ به سياق الكلام؛ فلم يذكر التقام الحوت له؛ ولكن أشير إلى ندائه في ظلمات جوف الحوت؛ ودل على التقامه والشدة الشديدة التي كان فيها
يونس؛ وأنه كان في ظلمات لا يعرف لها نهاية ولا غاية؛ وذلك من الإيجاز بالحذف الحكيم.
[ ص: 4910 ] الأمر الثاني في العطف بالفاء الدالة على الترتيب والتعقيب؛ وإضافة النجاة والاستجابة إليه - سبحانه - للدلالة على أنهما مؤكدان برحمته - سبحانه - وفضله.
nindex.php?page=treesubj&link=19734_29676_31975_33177_34135_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88فَاسْتَجَبْنَا لَهُ أَيْ: أَجَبْنَاهُ؛ وَالسِّينُ وَالتَّاءُ لِلطَّلَبِ؛ وَهُمَا يَدُلَّانِ عَلَى شِدَّةِ الْإِجَابَةِ وَشِدَّةِ الرِّفْقِ؛ وَكَانَتِ التَّعْدِيَةُ بِاللَّامِ؛ مَعَ أَنَّ "أَجَابَ "؛ تَتَعَدَّى بِنَفْسِهَا; لِلدَّلَالَةِ عَلَى كَمَالِ الْعِنَايَةِ بِهِ؛ وَتَرَادُفِ النِّعَمِ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ "اَلْغَمُّ "؛ هُوَ الْأَلَمُ الَّذِي يَصِمُ النَّفْسَ وَيُصِيبُهَا بِغُمَّةٍ شَدِيدَةٍ؛ وَهَمٍّ وَاصِبٍ؛ وَذَلِكَ مِنْ أَثَرِ الْمُغَاضَبَةِ الَّتِي غَاضَبَ بِهَا قَوْمَهُ؛ وَخَرَجَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَنْ سُنَّةِ النَّبِيِّينَ الْهَادِينَ الْمُرْشِدِينَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=88وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ أَيْ: كَهَذِهِ النَّتِيجَةِ الَّتِي نَجَّيْنَا بِهَا صَاحِبَ الْحُوتِ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ؛ فَلَا نَدَعُ مُؤْمِنًا فِي غَمٍّ؛ بَلْ نُفَرِّجُ عَنْهُ.
وَهُنَا أَمْرَانِ بَيَانِيَّانِ؛ نُشِيرُ إِلَيْهِمَا؛ أَوَّلُهُمَا أَنَّهُ حَذَفَ مِنَ الْقَوْلِ مَا أَنْبَأَ بِهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ؛ فَلَمْ يَذْكُرِ الْتِقَامَ الْحُوتِ لَهُ؛ وَلَكِنْ أُشِيرَ إِلَى نِدَائِهِ فِي ظُلُمَاتِ جَوْفِ الْحُوتِ؛ وَدَلَّ عَلَى الْتِقَامِهِ وَالشِّدَّةِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا
يُونُسُ؛ وَأَنَّهُ كَانَ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُعْرَفُ لَهَا نِهَايَةٌ وَلَا غَايَةٌ؛ وَذَلِكَ مِنَ الْإِيجَازِ بِالْحَذْفِ الْحَكِيمِ.
[ ص: 4910 ] اَلْأَمْرُ الثَّانِي فِي الْعِطْفِ بِالْفَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى التَّرْتِيبِ وَالتَّعْقِيبِ؛ وَإِضَافَةِ النَّجَاةِ وَالِاسْتِجَابَةِ إِلَيْهِ - سُبْحَانَهُ - لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُمَا مُؤَكَّدَانِ بِرَحْمَتِهِ - سُبْحَانَهُ - وَفَضْلِهِ.