ثم وصف الله (تعالى) حالهم فيها؛ فقال: لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون الضمير يعود إلى المشركين؛ و "الزفير "؛ كما جاء في مفردات الأصفهاني: تردد النفس؛ حتى تنتفخ الضلوع منه؛ وهو يكون في حال الضيق وحال السقام؛ أي أنهم في حال ضيق؛ وسقام؛ كحال الذي يزفر حتى تنتفخ أضلاعه؛ وهذا كناية عن شدة الضيق والضجر؛ وهي حال دائمة؛ يتألمون؛ ولا يسرى عنهم شيء يسمعونه؛ ولا خبر يطمئنون به؛ بل هم في ألم مستمر؛ لا تسرية فيه؛ ولا منجاة؛ ولقد قال (تعالى): ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ؛ أي أنهم يحسون؛ ولكن ليس لهم من حواسهم منافذ تسري عنهم من مناظر تسري عنهم؛ أو أحاديث يسمعونها تروح لنفوسهم؛ أو يتكلمون بكلمات يشكون بها حالهم؛ وألمهم؛ لا يرجعون قولا ولا يرددون فكرا.