الملك لله يوم القيامة
قال الله (تعالى): الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين [ ص: 5010 ] والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم
الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم "الملك "؛ في يوم القيامة لله وحده؛ فليس لأحد في ذلك سلطان؛ ولو صوريا؛ كسلطان أهل الدنيا؛ ولا حكم؛ ولو تحكميا؛ كحال الملوك المستبدين؛ ولا رقابة لأحد غير الله (تعالى)؛ كل فلا طاغوت ولا طغيان؛ ولا حكم لغير الله؛ والتنوين في "يومئذ "؛ ينبئ عن مضاف إليه يناسب المقام؛ وهو الملك لله وحده والمعنى على ذلك يكون: الملك المطلق يوم تقوم القيامة؛ وينصب الميزان؛ ويكون الحساب؛ ومن بعد الثواب والعقاب؛ وذلك فيه إنذار شديد بأن المؤمنين ومخالفيهم يلاقون ربهم؛ ويواجهون أعمالهم؛ ويفصل بينهم - سبحانه - بالحق والقسطاس المستقيم. يوم القيامة والجزاء والحساب؛
فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم الفاء للإفصاح عن شرط مقدر؛ والمعنى: إذا كان الله (تعالى) هو الحكم وحده؛ فالذين آمنوا وعملوا الصالحات من عبادات؛ وطاعات للأوامر؛ والنواهي؛ وعمل صالح نافع للناس؛ لا يقصدون به إلا وجه الله؛ في جنات النعيم الإضافة هنا بيانية؛ أي: في جنات المقيم. النعيم الدائم الخالد