ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز هذه الآية نتيجة للآيات السابقة; ولذلك كان الفصل بدل الوصل؛ فبينهما ما يشبه علاقة العلة في الحكم؛ بالمعلول؛ أو المقدمة والنتيجة.
إن هؤلاء الذين خضعوا لأوهامهم فعبدوا حجارة لا تنفع ولا تضر؛ وبالأولى لا تخلق ذبابا؛ ولو اجتمعت أصنام كل أمة وثنية؛ ما عرفوا الله حق المعرفة؛ ولا أدركوا كماله وجلاله حق الإدراك؛ ولا عرفوا معنى الألوهية حق [ ص: 5031 ] المعرفة؛ إن الله (تعالى) هو القادر الخالق؛ وهو وليس في الأوثان من هذا؛ الواحد في ذاته وصفاته؛ ولذا عرف الله (تعالى) رب العالمين بقوله: والله (تعالى) قوي قاهر؛ ولا يمكن أن يكون عاجزا; إن الله لقوي عزيز أي: قوي قادر على كل شيء؛ عزيز غالب لا يحتاج لشيء؛ ويحتاج إليه كل شيء؛ وهو العليم القدير.
وأكد - سبحانه - قوته بـ "إن "؛ الدالة على توكيد الحكم؛ وباللام في قوله (تعالى): "لقوي "؛ وبالجملة الاسمية - سبحانه - إنه القاهر فوق عباده.