والصفة الثانية: وقال (تعالى): الإعراض عن اللغو؛ والذين هم عن اللغو معرضون ؛ جاء في مفردات القرآن للراغب الأصفهاني: " اللغو من الكلام " : ما لا يعتد به؛ وهو الذي يورد لا عن روية وفكر؛ فيجرى مجرى اللغا؛ وهو صوت العصافير؛ ونحوها من الطيور... قال (تعالى): لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما
وإن سماع اللغو من القول يهون في النفس الأمور الخطيرة؛ ويجعلها في حال عبث ولهو؛ ومع الإكثار من سماع اللغو تنماع النفس انمياعا؛ ولا تقوى على تحمل مشاق التكليفات الشرعية؛ وما تقتضيه من صبر؛ وضبط نفس؛ ولا يكون رجلا نافعا أبدا؛ وتقديم " عن اللغو " ؛ يفيد أهمية الإعراض عن اللغو؛ وأنه لا يعرض إلا عن اللغو؛ لتكون كل نفسه للجد من الأمور؛ والمشاركة في الأعمال النافعة؛ والإعراض يفيد البعد عن اللاغين؛ وعن مجالسهم... ألا فليعتبر الذين يجعلون حياتهم لهوا ولعبا وعبثا.