والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ؛ وهداية الله (تعالى) تكون لمن سلك طريق الحق؛ وأبعد نفسه عن الضلالة؛ ذلك أن الله (تعالى) أودع فطرة الإنسان فطرة الاستعداد للحق؛ والباطل؛ كما قال (تعالى): ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ؛
وقال (تعالى): وهديناه النجدين ؛ أي: نجد الحق؛ ونجد الباطل؛ فمن سار في صراط [ ص: 5210 ] الحق؛ فإن الله (تعالى) يأخذه إلى نهايته؛ ومن سار في طريق الضلالة تركه إلى نهايتها؛ ولذا قال (تعالى): " والله يهدي من يشاء ؛ له الهداية إذا اختار نجد الهداية؛ إلى صراط مستقيم ؛ أي: إلى طريق مستقيم هو طريق الحق؛ وهو أقصر طريق للهداية; لأن الخط المستقيم هو أقرب خط بين نقطتين؛ وقال (تعالى): وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله