[ ص: 5257 ]
وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ؛ وإذا ألقوا في النار؛ في مكان ضيق منها؛ حال كونهم مقرنين؛ أي: قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم؛ مصفدين؛ ووصف المكان بالضيق فيه إشارة إلى الشدة؛ لأن الضيق يقترن بالشدة؛ والسعة تقترن بالفرح؛ و ألقوا ؛ تفيد أنهم لم يدخلوا مختارين؛ بل ألقوا فيها إلقاء؛ كما تلقى الأشياء؛ وألقوا وهم مصفدون في الأغلال؛ ليس لهم حركة إرادية قط؛ و منها ؛ أي: من النار؛ و مكانا ؛ ظرف منصوب لـ " ألقوا " ؛ أي: ألقوا في مكان ضيق من النار؛ قد غلت أيديهم إلى أعناقهم؛ وهم في هذه الشديدة المرهقة يتمنون الموت بدلها؛ لأن الموت إنقاذ لهم؛ دعوا هنالك ثبورا ؛ هنالك ؛ إشارة إلى البعيد؛ وفيه إثبات شدة ما هم فيه؛ والإشارة للبعيد؛ فقد نادوا ثبورا؛ أي: هلاكا؛ أي: نادوه؛ لأن هذا وقته؛ إذ بلغت الشدة قواها؛ فكان الهلاك إنقاذا لهم مما هم فيه؛ أو نادوه تحسرا على أنفسهم؛ وعلى ما فرطوا وأساؤوا؛