وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ؛ " الهباء " : ذرات التراب الرقيقة التي لا تبدو إلا في ضوء الشمس المنبثق من [ ص: 5268 ] كوة مفتوحة؛ وقد روي عن - كرم الله وجهه - أن الهباء المنثور هو شعاع الشمس الذي يبدو من الكوة؛ ويراد بالهباء ذرات التراب التي لا تظهر إلا في الضوء الساطع من الكوة؛ لدقته؛ و " المنثور " ؛ معناه: الفرق في الهواء؛ وكأنه لا وجود له؛ أو لا يحس بالبصر متميزا عن غيره. علي
وقوله (تعالى): وقدمنا ؛ أي: عمدنا إلى ما عملوا من عمل يرونه برا يكافؤون عليه؛ فجعلناه كالهباء المفرق في الهواء؛ لا يرى; ذلك لأن البر إنما يكون مع النية المحتسبة عند الله؛ وهؤلاء ليست لهم نية محتسبة؛ لأنهم لا يعبدون الله؛ بل يعبدون الأوثان؛ ولا يرجون سواها؛ فهم آثمون بعملهم؛ لفساد نياتهم؛ هذه حال المشركين فيما يعملون من أعمال يحسبون أن فيها خيرا؛ وهي ضلال في ضلال؛ لفساد النية؛