فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ؛ الفاء للترتيب والتعقيب؛ أي: كان عقب طلب الاستهداء؛ كان الإيحاء؛ استجابة لموسى - عليه السلام -؛ كان الإيحاء لموسى أن اضرب بعصاك؛ " أن " ؛ تفسيرية؛ ضرب موسى بعصاه البحر؛ فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ؛ " الفلق " ؛ هو شق الشيء؛ حتى ينفصل بعضه عن بعضه؛ ويصير كل قسم منفصلا عن الآخر في كيانه؛ و " الفرق " : القسم المفروق عن الآخر؛ و " الطود " ؛ هو الجبل العالي؛ ووصفه بـ " العظيم " ؛ لضخامته؛ ومتانته؛ وقوته؛ وهذا إعجاز حسي يجعل كل قلب يؤمن بالحق؛ ولو كان قلب فرعون طاغية الأرض؛ وكان هذا هاديا موسى أن يتقدم بني إسرائيل؛ فيدخلوا في البحر؛ وهو يبس؛ لا يعوق سائرا؛ وهو طريق معبد؛ يسيرون فيه بيسر وسهولة.