[ ص: 5364 ] إبراهيم أبي الأنبياء قصة
قال (تعالى): واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
[ ص: 5365 ] جاءت في هذه السورة قصة إبراهيم؛ بعد قصة من قصص موسى - عليه السلام -؛ لأن قصة موسى تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - بهلاك فرعون في طغيانه؛ وكيف غرق فرعون ومن معه من المعاونين الممالئين; لكي يكون ذلك بشارة بنصره على قريش؛ مهما يكن طغيانهم؛ فلن يكونوا كفرعون ذي الأوتاد.
وفي قصة أبي الأنبياء إبراهيم بيان لهم بما كان عليه أبو العرب؛ الذي يفخرون بالانتساب إليه؛ وأنه محتدهم؛ وأنهم ضئضئ إبراهيم وذريته.
واتل عليهم نبأ إبراهيم ؛ الواو في معنى العاطفة؛ إذ فيها عطف قصة على قصة؛ و " النبأ " : الخبر الخطير ذو الشأن العظيم؛ " واتل " ؛ أي: اقصص عليهم قصة إبراهيم؛ متلوة؛ يتلو بعضها بعضا؛ مرتبة منسقة؛ ليروا فيها العبرة التي يعتبرون بها؛ إن كانوا فرحين؛ جاء إبراهيم فرآهم يعبدون الأصنام؛ فقال لهم - مستنكرا لائما -: