[ ص: 5372 ] قال (تعالى): وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين ؛ " أزلفت " ؛ أي: قربت إلى الزلفة وهي الحظوة الحسنة؛ فمعنى وأزلفت الجنة ؛ أي: قربوا إلى موضع حظوتهم وجزائهم على الحسنى حسنى مثلها؛ أو أكبر منها؛ وقوله (تعالى): للمتقين ؛ أي: للذين عرفوا الله (تعالى) واتقوه وخافوا عذابه؛ ورجوا رحمته؛ وهذه الجنة هي جزاؤهم جزاء موفورا.
وإذا كان هذا جزاء المؤمنين قد قرب إليهم زلفة وحظوة؛ فقد برزت الجحيم؛ وهي نار الله الموقدة للكافرين؛ ولذا قال - عز من قائل -: وبرزت الجحيم للغاوين ؛ أي: ظهرت واضحة؛ لأن " برزت " ؛ معناها: ظهرت وقربت منهم؛ والتفعيل مبالغة في الظهور؛ أي: رأوا الجحيم رأي العيان؛ فعلموا مآلهم ونهايتهم بالعيان؛ و " الغاوون " ؛ هم الضالون الكافرون.