فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون ؛ " الكب " : إلقاء الشيء على أعلاه؛ أو على وجهه؛ و " الكبكبة " : تساقط الشيء في هوة بتدهور؛ ويقول " الكبكبة " : توالي الكب؛ فهو يكب؛ ثم يكب أخرى؛ ويتوالى الكب؛ وهكذا؛ حتى يصل إلى القاع. الزمخشري:
والفاء هنا للإفصاح؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر؛ أي: إذا كانوا لا ينصرون؛ ولا ينتصرون؛ فإنهم كبكبوا فيها هم والغاوي؛ الواقع في الغواية والضلالة؛ أي أنه يكب فيها ما كانت تعبد؛ هي والذين ضلوا؛ وهذا التعبير كناية عن أن من كانوا يحسبونه شفيعا؛ لا قدرة له؛ وأنه يلقى في النار؛ ولو كان لا يحس؛ ولا يشعر؛ وجنود إبليس أجمعون ؛ " الجند " ؛ هو مما يستعان به في القتال؛ أو مادته؛ وإبليس قال لربه: لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ؛ وجنود إبليس أشخاص من الإنس؛ قد أشربوا في أنفسهم شره؛ فكانوا له جندا؛ ويصح أن يكون من جنوده المطامع والأهواء والشهوات والأوهام؛ فكل هؤلاء يكبكبون في النار؛ وقد أكد - سبحانه وتعالى - ذلك تأكيدا لفظيا بقوله (تعالى): أجمعون ؛ فالنار لا يتخلف عنها عاص؛ ولا تذره.