هذه كانت آيات الله (تعالى) لآل لوط؛ وما آمن أكثرهم؛ ولذا قال (تعالى): إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ؛ أي: إن في ذلك الإهلاك الذي أهلكهم به؛ وما كان لهم من مواعظ زاجرة؛ لآية منبهة مرشدة لهم وللمشركين من بعدهم؛ ممن يعاصرونكم؛ وبيانا لأن الفساد والطغيان مرتعه هلاك لا ريب فيه؛ وما كان أكثرهم عند هلاكهم مؤمنين؛ فالله لا يهلك المؤمنين بجزاء من عنده؛ ولكن يهلكون باعتداء البشر إن لم يتخذوا الأسباب؛ والله ناصرهم ومؤيدهم.
وختم آيات قصة قوم لوط بما ختم به قصة إبراهيم ونوح وهود وثمود؛ ببيان عزته ورحمته وربوبيته؛ فقال: وإن ربك لهو العزيز الرحيم ؛ أكد عزته ورحمته بذكر أن ذلك من مقتضى الربوبية؛ وأنه غالب؛ وأنه رحيم في إمهاله؛ وأن يفرق بين المحسن؛ والمسيء؛ كما يكون الفرق بين الأعمى؛ والبصير؛ والظلمات؛ والنور.