وإنهم إذ يكونون في الآخرة يحسون بطلب العودة؛ وقال (تعالى) - في حالهم - قال (تعالى): فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين وما تنـزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون
[ ص: 5412 ] يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون؛ ولقد كانوا وهم في غرور الدنيا ولهوها يكذبون النبي الذي يخوفهم بعذاب الله؛ ويتحدونه؛ فيستعجلونه؛ كما قال (تعالى): ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات ؛ ولكنهم في الآخرة وقد رأوه عيانا يطلبون التأجيل؛ ويعجبون من الاستعجال؛ فيقولون: فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون ؛ الاستفهام هنا يدل على التمني؛ أي: يتمنون أن يكونوا منظرين؛ أي: مؤجلين؛ - وقد كانوا يهددون ويخوفون في الدنيا - أن يكون ما يرون تهديدا وتخويفا؛ وينظروا فيه حتى يكون منهم البر؛ ويستدركوا ما فاتهم؛ ولكن لات حين مناص؛ ويترتب على رجائهم الانتظار والتأجيل التعجيل بالعذاب؛ فيقولون: أفبعذابنا يستعجلون ؛ والفاء دالة على ترتيب ما بعدها على ما قبلها؛ وهي مؤخرة عن تقدم؛ وتقدير القول: فأبعذابنا يستعجلون؟ أي: يترتب عن تمني الانتظار التعجب من الاستعجال؛ والاستفهام الثاني لاستنكار التعجيل؛ و " بعذابنا " ؛ تتعلق بالاستعجال؛ وتقدم عليه؛ لأنه يخيل إليهم أن الاستعجال خاص بعذابهم وحدهم؛ ونسوا ما فعلوا من ظلم؛ وما اجترحوا من سيئات.