ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار هذا في مقام التعليل لضراعتهم بالوقاية من النار، وهو تعظيم لأمر العقاب يوم القيامة، وفيه فوق ذلك شعور بالعدالة إذا وقع العقاب، إذ إنه يكون من ظلم المرتكب، وفيه أيضا بيان أن العقاب إن أراده الله فلا مناص منه، ولا منجاة بنصر ناصر، أو شفاعة شفيع، وأعظم العقاب ما فيه من الخزي أمام الله واهب الوجود، ومولي النعم وذي الجلال والإكرام، والخزي في أصل معناه الوقوع في بلية، وقد يطلق على الوقوع في البلايا المعنوية بأن يكون قد ارتكب أمرا يتعير به أمام الناس [ ص: 1550 ] ولا مناص لرد اعتباره، وقوله تعالى: " فقد أخزيته " يتضمن هذه المعاني، فقد أوقعهم سبحانه في بلية لا يستطيعون التخلص منها، وهم في عار معنوي؛ لأنهم نالوا سخط الله تعالى، وذلك بظلمهم، وقد أكدوا استحقاق المجرمين، وعدم خلاصهم منه بقولهم: وما للظالمين من أنصار أي أن المذنبين ظالمون، فهم معاقبون بحق ولا ناصر لهم، و " من " دالة على استغراق النفي، أي: لا ناصر لهم أيا كان، وفى ذلك إشارة إلى انفراد الله- تعالى- بالسلطان.