nindex.php?page=treesubj&link=19059_28861_30532_30725_31951_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا
* * *
أولئك الذين غلب عليهم الهوى، ودفعهم تعصبهم الأعمى إلى أن يحالفوا أولياء الشيطان على أولياء الرحمن ويمالئوهم في القول والعمل، فيسجدوا لأصنامهم، ويزكوا أفعالهم،
[ ص: 1715 ] ويقولوا إن طريقهم هو طريق الهداية، وطريق أهل التوحيد لا هداية فيه! بسبب هذا لعنهم الله تعالى بأن طردهم من رحمته، فكتب عليهم بغض الناس في الدنيا، والذل والمقت فيها، وعذاب الله تعالى في الآخرة. والإشارة في قوله تعالى: "أولئك" إشارة إليهم موصوفين بالصفات التي وصفهم الله بها من نفاق، وخداع، وكذب، وتعصب وسيطرة الهوى على نفوسهم، وضياع الحقوق بينهم، وهذه الصفات هي سبب الطرد من رحمة الله تعالى. وإذا كانوا مطرودين من رحمة الله قد كتب الله تعالى غضبه عليهم، فلن ينصرهم أحد من أهل الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز [المجادلة]، فإذا كانوا قد ذهبوا إلى أهل
مكة يستنصرون بهم فلن ينصروهم، ولن يثقوا بهم؛ ولذلك قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52فلن تجد له نصيرا أي فلن تجد للملعون الذي طرده الله تعالى من رحمته نصيرا ينصره من الناس، و"لن" هنا لتأكيد النفي، ويقول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "إن لن تفيد تأكيد النفي أبدا"، أي أنهم لم ينصرهم الله ولن يجدوا أبدا نصيرا من الناس تستمر نصرته، وإذا استطاعوا أن يستنصروا بأمثالهم في هذه الأيام، فإن الخذلان وراءهم إن شاء الله تعالى، وهم أشد مقتا عند الله وعند الناس في هذه الأيام كما كانوا في كل ماضيهم، والله المنتقم الجبار. وقد أخبر الله تعالى نبيه بأنهم إذا كان لهم أحيانا نصيب من الملك غير مستقر ولا دائم، فسيكون ظلما كبيرا ولا يرضى الله لعباده أن يستمر فيهم ظلم.
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=19059_28861_30532_30725_31951_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا
* * *
أُولَئِكَ الَّذِينَ غَلَبَ عَلَيْهِمُ الْهَوَى، وَدَفَعَهُمْ تَعَصُّبُهُمُ الْأَعْمَى إِلَى أَنْ يُحَالِفُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ وَيُمَالِئُوهُمْ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، فَيَسْجُدُوا لِأَصْنَامِهِمْ، وَيُزَكُّوا أَفْعَالَهُمْ،
[ ص: 1715 ] وَيَقُولُوا إِنَّ طَرِيقَهُمْ هُوَ طَرِيقُ الْهِدَايَةِ، وَطَرِيقُ أَهْلِ التَّوْحِيدِ لَا هِدَايَةَ فِيهِ! بِسَبَبِ هَذَا لَعَنَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ طَرَدَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ، فَكَتَبَ عَلَيْهِمْ بُغْضَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَالذُّلَّ وَالْمَقْتَ فِيهَا، وَعَذَابَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ. وَالْإِشَارَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "أُولَئِكَ" إِشَارَةٌ إِلَيْهِمْ مَوْصُوفِينَ بِالصِّفَاتِ الَّتِي وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِهَا مِنْ نِفَاقٍ، وَخِدَاعٍ، وَكَذِبٍ، وَتَعَصُّبٍ وَسَيْطَرَةِ الْهَوَى عَلَى نُفُوسِهِمْ، وَضَيَاعِ الْحُقُوقِ بَيْنَهُمْ، وَهَذِهِ الصِّفَاتُ هِيَ سَبَبُ الطَّرْدِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَإِذَا كَانُوا مَطْرُودِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ قَدْ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى غَضَبَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَنْ يَنْصُرَهُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الْمُجَادَلَةِ]، فَإِذَا كَانُوا قَدْ ذَهَبُوا إِلَى أَهْلِ
مَكَّةَ يَسْتَنْصِرُونَ بِهِمْ فَلَنْ يَنْصُرُوهُمْ، وَلَنْ يَثِقُوا بِهِمْ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا أَيْ فَلَنْ تَجِدَ لِلْمَلْعُونِ الَّذِي طَرَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ رَحْمَتِهِ نَصِيرًا يَنْصُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَ"لَنْ" هُنَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ، وَيَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : "إِنَّ لَنْ تُفِيدَ تَأْكِيدَ النَّفْيِ أَبَدًا"، أَيْ أَنَّهُمْ لَمْ يَنْصُرْهُمُ اللَّهُ وَلَنْ يَجِدُوا أَبَدًا نَصِيرًا مِنَ النَّاسِ تَسْتَمِرُّ نُصْرَتُهُ، وَإِذَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَسْتَنْصِرُوا بِأَمْثَالِهِمْ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ، فَإِنَّ الْخِذْلَانَ وَرَاءَهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَهُمْ أَشَدُّ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ النَّاسِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ كَمَا كَانُوا فِي كُلِّ مَاضِيهِمْ، وَاللَّهُ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ. وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ بِأَنَّهُمْ إِذَا كَانَ لَهُمْ أَحْيَانًا نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ غَيْرُ مُسْتَقِرٍّ وَلَا دَائِمٍ، فَسَيَكُونُ ظُلْمًا كَبِيرًا وَلَا يَرْضَى اللَّهُ لِعِبَادِهِ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِيهِمْ ظُلْمٌ.
* * *