nindex.php?page=treesubj&link=28802_34119_34120_34346_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=144يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
* * *
النداء للمؤمنين بالبعيد ليكون التنبيه قويا، ونادى بالموصول للإشارة إلى أن الإيمان يقتضي ألا يكون ولاء المؤمن لغير المؤمنين، ومعنى النص: يا أيها الذين آمنوا وحسن إيمانهم بالله، لا تتخذوا الكافرين بالله الذين لم يخلصوا له نصراء لكم تدخلون في ولايتهم وتكونون تابعين لهم وتتركون المؤمنين، فإن ذلك لا يتفق مع الإيمان، فالمراد بالولاية هنا النصرة والانتماء إلى جماعة الكافرين، وإن الولاء يطلق بمعنى المحبة، وبهذا المعنى جاء النهي عنه، وهو التبعية والنصرة، وإن هذا الأخير منهي عنه بالاتفاق، ولا يجوز من المؤمن إلا اتقاء الأذى إن تيقن الإيذاء، أما المحبة فغير منهي عنها إلا أن يكون الكافر قد انتقل إلى المحادة والعداوة، ولا يقتصر على مجرد الكفر، ولذلك قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم [المجادلة].
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=144دون المؤمنين يشير إلى أنهم يتركون المؤمنين لينضموا إلى ولاية الكافرين، وذلك لا يسوغ من مسلم ، ولذلك قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=144أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا
الاستفهام للإنكار والتوبيخ إن وقع هذا منهم، وهو يتضمن التهديد لهم بتسليط مقت الله عليهم إن فعلوا فهو استفهام يتضمن إنكارا للوقوع، أي لا يقع منهم، ولا يصح أن يقع، ويتضمن التحذير والإنذار، والمعنى: إنكم إن فعلتم ذلك فقد جعلتم لله حجة في عقابكم، وتسليط ذنوبكم عليكم وتخليه عن نصركم فإن نصر الله لا يكون إلا لمن يطلب النصرة من الله وحده، ولن ينصر الله من يستنصر بغير الله كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=7إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [ ص: 1922 ] وإذا كان الاستنصار بغير المؤمنين يترتب عليه هذا فهل تريدون أيها المؤمنون أن تجعلوا لله تعالى سبيلا بينا واضحا يخذلكم بسببه بعد النصرة، ويعاقبكم عليه بعد الإيمان، ويذهب شوكتكم; لا يسوغ ذلك منكم، فاحذروه، اللهم اجعل ولاءنا لك، ولا تجعل نصرتنا من غيرك.
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=28802_34119_34120_34346_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=144يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
* * *
النِّدَاءُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْبَعِيدِ لِيَكُونَ التَّنْبِيهُ قَوِيًّا، وَنَادَى بِالْمَوْصُولِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يَقْتَضِي أَلَّا يَكُونَ وَلَاءُ الْمُؤْمِنِ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَعْنَى النَّصِّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وَحَسُنَ إِيمَانُهُمْ بِاللَّهِ، لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ بِاللَّهِ الَّذِينَ لَمْ يُخْلِصُوا لَهُ نُصَرَاءَ لَكُمْ تَدْخُلُونَ فِي وِلَايَتِهِمْ وَتَكُونُونَ تَابِعِينَ لَهُمْ وَتَتْرُكُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَتَّفِقُ مَعَ الْإِيمَانِ، فَالْمُرَادُ بِالْوِلَايَةِ هُنَا النُّصْرَةُ وَالِانْتِمَاءُ إِلَى جَمَاعَةِ الْكَافِرِينَ، وَإِنَّ الْوَلَاءَ يُطْلَقُ بِمَعْنَى الْمَحَبَّةِ، وَبِهَذَا الْمَعْنَى جَاءَ النَّهْيُ عَنْهُ، وَهُوَ التَّبَعِيَّةُ وَالنُّصْرَةُ، وَإِنَّ هَذَا الْأَخِيرَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ بِالِاتِّفَاقِ، وَلَا يَجُوزُ مِنَ الْمُؤْمِنِ إِلَّا اتِّقَاءُ الْأَذَى إِنْ تَيَقَّنَ الْإِيذَاءَ، أَمَّا الْمَحَبَّةُ فَغَيْرُ مَنْهِيٍّ عَنْهَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْكَافِرُ قَدِ انْتَقَلَ إِلَى الْمُحَادَّةِ وَالْعَدَاوَةِ، وَلَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ الْكُفْرِ، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [الْمُجَادَلَةِ].
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=144دُونِ الْمُؤْمِنِينَ يُشِيرُ إِلَى أَنَّهُمْ يَتْرُكُونَ الْمُؤْمِنِينَ لِيَنْضَمُّوا إِلَى وِلَايَةِ الْكَافِرِينَ، وَذَلِكَ لَا يَسُوغُ مِنْ مُسْلِمٍ ، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=144أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا
الِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ وَالتَّوْبِيخِ إِنْ وَقَعَ هَذَا مِنْهُمْ، وَهُوَ يَتَضَمَّنُ التَّهْدِيدَ لَهُمْ بِتَسْلِيطِ مَقْتِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِنْ فَعَلُوا فَهُوَ اسْتِفْهَامٌ يَتَضَمَّنُ إِنْكَارًا لِلْوُقُوعِ، أَيْ لَا يَقَعُ مِنْهُمْ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَقَعَ، وَيَتَضَمَّنُ التَّحْذِيرَ وَالْإِنْذَارَ، وَالْمَعْنَى: إِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَقَدْ جَعَلْتُمْ لِلَّهِ حُجَّةً فِي عِقَابِكُمْ، وَتَسْلِيطِ ذُنُوبِكُمْ عَلَيْكُمْ وَتَخَلِّيهِ عَنْ نَصْرِكُمْ فَإِنَّ نَصْرَ اللَّهِ لَا يَكُونُ إِلَّا لِمَنْ يَطْلُبُ النُّصْرَةَ مِنَ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَلَنْ يَنْصُرَ اللَّهُ مَنْ يَسْتَنْصِرُ بِغَيْرِ اللَّهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=7إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [ ص: 1922 ] وَإِذَا كَانَ الِاسْتِنْصَارُ بِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ هَذَا فَهَلْ تُرِيدُونَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ تَعَالَى سَبِيلًا بَيِّنًا وَاضِحًا يَخْذُلُكُمْ بِسَبَبِهِ بَعْدَ النُّصْرَةِ، وَيُعَاقِبُكُمْ عَلَيْهِ بَعْدَ الْإِيمَانِ، وَيُذْهِبُ شَوْكَتَكُمْ; لَا يَسُوغُ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَاحْذَرُوهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ وَلَاءَنَا لَكَ، وَلَا تَجْعَلْ نُصْرَتَنَا مِنْ غَيْرِكَ.
* * *