[ ص: 316 ] nindex.php?page=treesubj&link=28673_28752_31927_31942_32424_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون nindex.php?page=treesubj&link=30491_31927_31931_32416_32424_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين
* * *
تبين في الآيات السابقة أن بني إسرائيل كفروا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، وقد كانوا يستفتحون به على المشركين وأنهم قرروا في ذاتهم ألا يؤمنوا إلا بما أنزل عليهم ، فلا يؤمنون بالقرآن وإن جاء مصدقا لما معهم ، وذلك الكفر أكبر العناد ، وفي هذه الآيات الكريمات يبين الله تعالى أن العناد فيهم منذ أرسل
موسى إليهم ، لقد أتى لهم ببينات حسية قاطعة في الدلالة على أن
موسى أرسله الله تعالى لإنقاذهم .
ولقد أوتي
عيسى بينات كثيرة وكفروا به وحاولوا قتله ، ولم يمكنهم الله تعالى منه ، فما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ،
nindex.php?page=treesubj&link=31942وموسى عليه السلام أتى لهم بمعجزات حسية بلغت تسعا ، فقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=101ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم ومنها العصا التي أبطلت سحر الساحرين ، والتي ضرب بها البحر ، فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، والتي ضرب بها الحجر ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، قد علم كل أناس مشربهم ، ومنها ما ظهر بين أيديهم مما جرى
لفرعون وقومه ، وقد قال الله تعالى في سورة الأعراف :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=132وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن [ ص: 317 ] كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ولما خرجوا إلى
سيناء ظللتهم السحاب من هجيرها ، وأمدهم الله تعالى بالمن والسلوى .
جاءهم
موسى عليه الصلاة والسلام بالبينات القاهرة الظاهرة المحسوسات ، ومع وضوحها وظهورها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92اتخذتم أي اتخذوه معبودا وهو مصنوع بين أيديهم وتحت أبصارهم ، ولذا قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92ولقد جاءكم موسى بالبينات وقد أشرنا إلى بعضها أو جلها ، ثم قال تعالى مخاطبا الذين عاصروا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لأنهم في تفكيرهم وجحودهم وعنادهم امتداد للسابقين يحذون حذوهم ، وما يعملونه صورة مما عملوا والباعث واحد ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون والعطف بثم للمفارقة الواجبة بين ما تقتضيه الآيات الحسية الظاهرة من إيمان واتخاذهم العجل معبودا ، وهو لا يضر ولا ينفع ، ولا عذر ولا مبرر إلا أن يكون التقليد
لفرعون وآله وقومه الذين عبدوا العجل وكانوا يقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم لأهوائهم وشهواتهم .
وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92وأنتم ظالمون ولم يقل سبحانه وتعالى : وأنتم كافرون ; لأنه كفر يتضمن أشد الظلم وأفحشه ، فقد ظلموا أنفسهم بأن أعطوا قوة الحق ، فأبوا إلا أن يستضعفوا ويذلوا لمن أذلوهم ، وظلموا الحق وظلموا من أجرى الله تعالى على يده إنقاذهم فهو كفر يتضمن ظلما ، وكما قال تعالى في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
هذه حالهم مع
موسى الذي دفعه الله تعالى لإنقاذهم مع ما جاءهم من البينات ، فكيف يمكن أن ينتزع الضلال من قلوبهم بالقرآن الكريم يا
محمد ، فلا تأس على القوم الفاسقين .
[ ص: 318 ] إن اليهود لا يؤمنون بشيء مهما تكن قوة أدلته ومهما تكن قوة الدعوة إليه . لقد رأينا الآيات الكثيرة التي ذكر الله تعالى أنها بلغت تسعا ، وكلها حسي قاهر ، وفيه نعمة النجاة والرعاية الكاملة حتى ظنوا أنهم أبناء الله وأحباؤه ، ثم بين بعد ذلك قوة الدعوة إلى الحق فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا دعوة إلى الحق الذي قامت أدلته بميثاق أخذه الله تعالى ، وأخذه وقد رفع الجبل فوقهم كأنه ظلة أظلتهم وطالبهم الله تعالى على لسان كليمه أن يأخذوه بقوة أي بجد ، ولا ينحرفوا عنه ، وأن يسمعوا إليه ، ولا يخالفوه .
اجتمع لهدايتهم قوتان قوة الدليل في الآيات التسع ، وقوة الدعوة في الميثاق الذي أخذ عليهم في حال رفع الجبل فوقهم ودعوتهم إلى سماع الحق ، فهل أجابوا ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قالوا سمعنا وعصينا هذا ما جاء به القرآن نصا في إجابتهم . وإن ما حكى الله تعالى عنهم من أنهم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93سمعنا تفسر على ظاهرها فإنه كان النداء قويا والجبل مرتفع عليهم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93خذوا ما آتيناكم بقوة أي ما شرعناه لكم من شرائع بجد وعزم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93واسمعوا فإنه لا بد أن يكون الجواب
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93سمعنا أما ما حكاه سبحانه من أنهم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وعصينا فيصح أن تخرج على أنهم قالوها بألسنتهم ، وذلك بعيد يتنافى مع قوة الميثاق وتأكده ومع طلب الأخذ بقوة أي بجد وعزم على التنفيذ ، ولذا نستبعد ذلك الاحتمال لقيام القرائن ضده ، وما نحسب أنهم وصلوا إلى هذه الحال أن ينكثوا بالعهد وقت توثيقه وأن يجاهروا بعصيانه ، والعهد بينهم وبين المنقذ لهم ، والعهد قريب ، ولذلك قرر المفسرون أن كلمة عصينا مجاز عن أفعالهم ، أي أن عصيانهم كان بلسان الفعال لا بلسان المقال ، فهم قالوا سمعنا بالقول وقالوا عصينا بأفعالهم .
[ ص: 319 ] ويصح أن نقول : إن عصينا القلبية كانت مقارنة لـ سمعنا ، أي أنهم قالوا سمعنا ، وقلوبهم جافية معرضة كأنها تنطق بحالهم ، وهو عصينا فكأنهم سمعوا ، وهم على نية العصيان فقلوبهم جافية عن الاتعاظ بما يسمعون .
ولقد كان أوضح المظاهر التي دلت على عصيانهم ، وأنهم سمعوا وعصوا هو عبادتهم العجل ، أو بالتعبير القرآني المنزه الحكيم اتخاذهم ، ولذلك ذكره بعد تسجيل العصيان فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم بعض علماء اللغة يقولون إن المعنى على حذف مضاف تقديره حب العجل ، وذلك مجاز مشهور يسمى مجاز الحذف ، فذكر القلوب ، والقلوب لا تشرب العجول قالوا إنه مجاز بالحذف ، والقلوب تنكت فيها المفاسد ، روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657215تعرض الفتن على القلوب عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء " .
وبعض المتفقهين في اللغة قالوا : لا حاجة إلى تقدير محذوف ; لأن أشرب متعلق بالعجل مباشرة ، لأن تعلق الإشراب به ليس مقصورا على المحبة ، بل إنه يتجاوزها إلى العبادة ، وإلى أنه تكون صورته في قلوبهم لا تفترق عنها ، ويكون من قبيل أشرب الثوب الصبغة ، أي خالطت أجزاءه ، وتغلغلت فيه ، فالعجل تغلغل في قلوبهم فألفوه وصار جزءا من تفكيرهم ، كما صارت الصبغة جزءا من الثوب ، لا تنفصل عنه ، وهذا نوع من الاستعارة ، فاستعيرت كلمة الإشراب لتغلغل ذكره في قلوبهم كأنه حل حلول الشراب فيها .
وكلمة في قلوبهم قرينة الاستعارة ، وأشرب للبناء للمجهول لكثرة الأسباب الباطلة التي أشربته قلوبهم ، فالشيطان زينه لهم ، وسول لهم عبادته ، وعشرتهم للمصريين الذين كانوا يقدسونه ، والعشرة المستمرة لهم مع مظالمهم ، وضلال نفوسهم كل هذا سهل سريان عبادة العجل إليهم ; ولذلك قال بكفرهم ، أي بسبب كفرهم المستكن في نفوسهم ، ولقد حكم الله تعالى عليهم بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قل بئسما [ ص: 320 ] يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين الأمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهم هم الذين واجهوه ( النبي - صلى الله عليه وسلم ) بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91قالوا نؤمن بما أنـزل علينا وهذا القرآن الكريم بين ما يدل على أنهم لا يؤمنون بشيء حتى تركوا ما يدعوهم إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإيمان بما عندهم ، وهذه صورة من الإيمان بما عندهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=90بئسما دالة على ذم ما يأمرهم به إيمانهم الباطل ، وهذا تهكم شديد على حالهم وعلى ما يتصورونه إيمانا بما عندك ، كقوله تعالى حكاية عن قول قوم
شعيب له :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=87أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91إن كنتم مؤمنين أي إن كنتم في الماضي والحاضر مؤمنين ، وبيان أن إيمانهم موضع شك بل لا إيمان .
* * * 8
[ ص: 316 ] nindex.php?page=treesubj&link=28673_28752_31927_31942_32424_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30491_31927_31931_32416_32424_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
* * *
تَبَيَّنَ فِي الْآيَاتِ السَّابِقَةِ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَفَرُوا
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَقَدْ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بِهِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَأَنَّهُمْ قَرَّرُوا فِي ذَاتِهِمْ أَلَّا يُؤْمِنُوا إِلَّا بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِمْ ، فَلَا يُؤْمِنُونَ بِالْقُرْآنِ وَإِنَّ جَاءَ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ، وَذَلِكَ الْكُفْرُ أَكْبَرُ الْعِنَادِ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَاتِ الْكَرِيمَاتِ يُبَيِّنُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْعِنَادَ فِيهِمْ مُنْذُ أُرْسِلَ
مُوسَى إِلَيْهِمْ ، لَقَدْ أَتَى لَهُمْ بِبَيِّنَاتٍ حِسِّيَّةٍ قَاطِعَةٍ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ
مُوسَى أَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِإِنْقَاذِهِمْ .
وَلَقَدْ أُوتِيَ
عِيسَى بَيِّنَاتٍ كَثِيرَةً وَكَفَرُوا بِهِ وَحَاوَلُوا قَتْلَهُ ، وَلَمْ يُمَكِّنْهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ ، فَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31942وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى لَهُمْ بِمُعْجِزَاتٍ حِسِّيَّةٍ بَلَغَتْ تِسْعًا ، فَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=101وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ وَمِنْهَا الْعَصَا الَّتِي أَبْطَلَتْ سِحْرَ السَّاحِرِينَ ، وَالَّتِي ضُرِبَ بِهَا الْبَحْرُ ، فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ، وَالَّتِي ضُرِبَ بِهَا الْحَجَرُ ، فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ، قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ، وَمِنْهَا مَا ظَهَرَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مِمَّا جَرَى
لِفِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=132وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ [ ص: 317 ] كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزُ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ وَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى
سَيْنَاءَ ظَلَّلَتْهُمُ السَّحَابُ مِنْ هَجِيرِهَا ، وَأَمَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْمَنِّ وَالسَّلْوَى .
جَاءَهُمْ
مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْبَيِّنَاتِ الْقَاهِرَةِ الظَّاهِرَةِ الْمَحْسُوسَاتِ ، وَمَعَ وُضُوحِهَا وَظُهُورِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92اتَّخَذْتُمُ أَيِ اتَّخَذُوهُ مَعْبُودًا وَهُوَ مَصْنُوعٌ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَتَحْتَ أَبْصَارِهِمْ ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَى بَعْضِهَا أَوْ جُلِّهَا ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُخَاطِبًا الَّذِينَ عَاصَرُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، لِأَنَّهُمْ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَجُحُودِهِمْ وَعِنَادِهِمُ امْتِدَادٌ لِلسَّابِقِينَ يَحْذُونَ حَذْوَهُمْ ، وَمَا يَعْمَلُونَهُ صُورَةٌ مِمَّا عَمِلُوا وَالْبَاعِثُ وَاحِدٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ وَالْعَطْفُ بِثُمَّ لِلْمُفَارَقَةِ الْوَاجِبَةِ بَيْنَ مَا تَقْتَضِيهِ الْآيَاتُ الْحِسِّيَّةُ الظَّاهِرَةُ مِنْ إِيمَانٍ وَاتِّخَاذِهِمُ الْعِجْلَ مَعْبُودًا ، وَهُوَ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ ، وَلَا عُذْرَ وَلَا مُبَرِّرَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ التَّقْلِيدُ
لِفِرْعَوْنَ وَآلِهِ وَقَوْمِهِ الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْلَ وَكَانُوا يَقْتُلُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَهُمْ لِأَهْوَائِهِمْ وَشَهَوَاتِهِمْ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=92وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : وَأَنْتُمْ كَافِرُونَ ; لِأَنَّهُ كُفْرٌ يَتَضَمَّنُ أَشَدَّ الظُّلْمِ وَأَفْحَشَهُ ، فَقَدْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَنْ أُعْطُوا قُوَّةَ الْحَقَّ ، فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يُسْتَضْعَفُوا وَيَذِلُّوا لِمَنْ أَذَلُّوهُمْ ، وَظَلَمُوا الْحَقَّ وَظَلَمُوا مَنْ أَجْرَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى يَدِهِ إِنْقَاذَهُمْ فَهُوَ كُفْرٌ يَتَضَمَّنُ ظُلْمًا ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
هَذِهِ حَالُهُمْ مَعَ
مُوسَى الَّذِي دَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِإِنْقَاذِهِمْ مَعَ مَا جَاءَهُمْ مِنَ الْبَيِّنَاتِ ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْتَزَعَ الضَّلَالُ مِنْ قُلُوبِهِمْ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ يَا
مُحَمَّدُ ، فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ .
[ ص: 318 ] إِنَّ الْيَهُودَ لَا يُؤْمِنُونَ بِشَيْءٍ مَهْمَا تَكُنْ قُوَّةُ أَدِلَّتِهِ وَمَهْمَا تَكُنْ قُوَّةُ الدَّعْوَةِ إِلَيْهِ . لَقَدْ رَأَيْنَا الْآيَاتِ الْكَثِيرَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهَا بَلَغَتْ تِسْعًا ، وَكُلُّهَا حِسِّيٌّ قَاهِرٌ ، وَفِيهِ نِعْمَةُ النَّجَاةِ وَالرِّعَايَةِ الْكَامِلَةِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُمْ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ، ثُمَّ بَيَّنَ بَعْدَ ذَلِكَ قُوَّةَ الدَّعْوَةِ إِلَى الْحَقِّ فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا دَعْوَةٌ إِلَى الْحَقِّ الَّذِي قَامَتْ أَدِلَّتُهُ بِمِيثَاقٍ أَخَذَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَأَخَذَهُ وَقَدْ رَفَعَ الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ أَظَلَّتْهُمْ وَطَالَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ كَلِيمِهِ أَنْ يَأْخُذُوهُ بِقُوَّةٍ أَيْ بِجِدٍّ ، وَلَا يَنْحَرِفُوا عَنْهُ ، وَأَنْ يَسْمَعُوا إِلَيْهِ ، وَلَا يُخَالِفُوهُ .
اجْتَمَعَ لِهِدَايَتِهِمْ قُوَّتَانِ قُوَّةُ الدَّلِيلِ فِي الْآيَاتِ التِّسْعِ ، وَقُوَّةُ الدَّعْوَةِ فِي الْمِيثَاقِ الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ فِي حَالِ رَفْعِ الْجَبَلِ فَوْقَهُمْ وَدَعْوَتِهِمْ إِلَى سَمَاعِ الْحَقِّ ، فَهَلْ أَجَابُوا ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا هَذَا مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ نَصًّا فِي إِجَابَتِهِمْ . وَإِنَّ مَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ مِنْ أَنَّهُمْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93سَمِعْنَا تُفَسَّرُ عَلَى ظَاهِرِهَا فَإِنَّهُ كَانَ النِّدَاءُ قَوِيًّا وَالْجَبَلُ مُرْتَفِعٌ عَلَيْهِمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ أَيْ مَا شَرَعْنَاهُ لَكُمْ مِنْ شَرَائِعَ بِجِدٍّ وَعَزْمٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وَاسْمَعُوا فَإِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْجَوَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93سَمِعْنَا أَمَّا مَا حَكَاهُ سُبْحَانَهُ مِنْ أَنَّهُمْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وَعَصَيْنَا فَيَصِحُّ أَنْ تُخَرَّجَ عَلَى أَنَّهُمْ قَالُوهَا بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَذَلِكَ بَعِيدٌ يَتَنَافَى مَعَ قُوَّةِ الْمِيثَاقِ وَتَأَكُّدِهِ وَمَعَ طَلَبِ الْأَخْذِ بِقُوَّةٍ أَيْ بِجِدٍّ وَعَزْمٍ عَلَى التَّنْفِيذِ ، وَلِذَا نَسْتَبْعِدُ ذَلِكَ الِاحْتِمَالَ لِقِيَامِ الْقَرَائِنِ ضِدَّهُ ، وَمَا نَحْسَبُ أَنَّهُمْ وَصَلُوا إِلَى هَذِهِ الْحَالِ أَنْ يَنْكُثُوا بِالْعَهْدِ وَقْتَ تَوْثِيقِهِ وَأَنْ يُجَاهِرُوا بِعِصْيَانِهِ ، وَالْعَهْدُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُنْقِذِ لَهُمْ ، وَالْعَهْدُ قَرِيبٌ ، وَلِذَلِكَ قَرَّرَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّ كَلِمَةَ عَصَيْنَا مَجَازٌ عَنْ أَفْعَالِهِمْ ، أَيْ أَنَّ عِصْيَانَهُمْ كَانَ بِلِسَانِ الْفِعَالِ لَا بِلِسَانِ الْمَقَالِ ، فَهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا بِالْقَوْلِ وَقَالُوا عَصَيْنَا بِأَفْعَالِهِمْ .
[ ص: 319 ] وَيَصِحُّ أَنْ نَقُولَ : إِنَّ عَصَيْنَا الْقَلْبِيَّةَ كَانَتْ مُقَارِنَةً لِـ سَمِعْنَا ، أَيْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا ، وَقُلُوبُهُمْ جَافِيَةٌ مُعْرِضَةٌ كَأَنَّهَا تَنْطِقُ بِحَالِهِمْ ، وَهُوَ عَصَيْنَا فَكَأَنَّهُمْ سَمِعُوا ، وَهُمْ عَلَى نِيَّةِ الْعِصْيَانِ فَقُلُوبُهُمْ جَافِيَةٌ عَنِ الِاتِّعَاظِ بِمَا يَسْمَعُونَ .
وَلَقَدْ كَانَ أَوْضَحُ الْمَظَاهِرَ الَّتِي دَلَّتْ عَلَى عِصْيَانِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ سَمِعُوا وَعَصَوْا هُوَ عِبَادَتُهُمُ الْعِجْلَ ، أَوْ بِالتَّعْبِيرِ الْقُرْآنِيِّ الْمُنَزَّهِ الْحَكِيمِ اتِّخَاذُهُمْ ، وَلِذَلِكَ ذَكَرَهُ بَعْدَ تَسْجِيلِ الْعِصْيَانِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ بَعْضُ عُلَمَاءِ اللُّغَةِ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَعْنَى عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ حُبُّ الْعِجْلِ ، وَذَلِكَ مَجَازٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى مَجَازَ الْحَذْفِ ، فَذَكَرَ الْقُلُوبَ ، وَالْقُلُوبُ لَا تَشْرَبُ الْعُجُولَ قَالُوا إِنَّهُ مَجَازٌ بِالْحَذْفِ ، وَالْقُلُوبُ تُنْكَتُ فِيهَا الْمَفَاسِدُ ، رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=657215تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ " .
وَبَعْضُ الْمُتَفَقِّهِينَ فِي اللُّغَةِ قَالُوا : لَا حَاجَةَ إِلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ ; لِأَنَّ أُشْرِبَ مُتَعَلِّقٌ بِالْعِجْلِ مُبَاشَرَةً ، لِأَنْ تَعَلُّقَ الْإِشْرَابِ بِهِ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى الْمَحَبَّةِ ، بَلْ إِنَّهُ يَتَجَاوَزُهَا إِلَى الْعِبَادَةِ ، وَإِلَى أَنَّهُ تَكُونُ صُورَتُهُ فِي قُلُوبِهِمْ لَا تَفْتَرِقُ عَنْهَا ، وَيَكُونُ مِنْ قَبِيلِ أُشْرِبَ الثَّوْبُ الصِّبْغَةَ ، أَيْ خَالَطَتْ أَجْزَاءَهُ ، وَتَغَلْغَلَتْ فِيهِ ، فَالْعِجْلُ تَغَلْغَلَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَلِفُوهُ وَصَارَ جُزْءًا مِنْ تَفْكِيرِهِمْ ، كَمَا صَارَتِ الصِّبْغَةُ جُزْءًا مِنَ الثَّوْبِ ، لَا تَنْفَصِلُ عَنْهُ ، وَهَذَا نَوْعٌ مِنَ الِاسْتِعَارَةِ ، فَاسْتُعِيرَتْ كَلِمَةُ الْإِشْرَابِ لِتَغَلْغُلِ ذِكْرِهِ فِي قُلُوبِهِمْ كَأَنَّهُ حَلَّ حُلُولَ الشَّرَابِ فِيهَا .
وَكَلِمَةُ فِي قُلُوبِهِمْ قَرِينَةُ الِاسْتِعَارَةِ ، وَأُشْرِبَ لِلْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ لِكَثْرَةِ الْأَسْبَابِ الْبَاطِلَةِ الَّتِي أُشْرِبَتْهُ قُلُوبُهُمْ ، فَالشَّيْطَانُ زَيَّنَهُ لَهُمْ ، وَسَوَّلَ لَهُمْ عِبَادَتَهُ ، وَعِشْرَتُهُمْ لِلْمِصْرِيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا يُقَدِّسُونَهُ ، وَالْعِشْرَةُ الْمُسْتَمِرَّةُ لَهُمْ مَعَ مَظَالِمِهِمْ ، وَضَلَالُ نُفُوسِهِمْ كُلُّ هَذَا سَهَّلَ سَرَيَانَ عِبَادَةِ الْعِجْلِ إِلَيْهِمْ ; وَلِذَلِكَ قَالَ بِكُفْرِهِمْ ، أَيْ بِسَبَبِ كُفْرِهِمُ الْمُسْتَكِنِّ فِي نُفُوسِهِمْ ، وَلَقَدْ حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قُلْ بِئْسَمَا [ ص: 320 ] يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ الْأَمْرُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ وَاجَهُوهُ ( النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْـزِلَ عَلَيْنَا وَهَذَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بَيَّنَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى تَرَكُوا مَا يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْإِيمَانِ بِمَا عِنْدَهُمْ ، وَهَذِهِ صُورَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَا عِنْدَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=90بِئْسَمَا دَالَّةٌ عَلَى ذَمِّ مَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ إِيمَانُهُمُ الْبَاطِلُ ، وَهَذَا تَهَكُّمٌ شَدِيدٌ عَلَى حَالِهِمْ وَعَلَى مَا يَتَصَوَّرُونَهُ إِيمَانًا بِمَا عِنْدَكَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ قَوْلِ قَوْمِ
شُعَيْبٍ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=87أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أَيْ إِنْ كُنْتُمْ فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ مُؤْمِنِينَ ، وَبَيَانُ أَنَّ إِيمَانَهُمْ مَوْضِعُ شَكٍّ بَلْ لَا إِيمَانَ .
* * * 8