الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 2457 ] من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين

                                                          الضمير الذي يعتبر نائب فاعل يعود على عذاب يوم القيامة العظيم، وهناك قراءة بالبناء للفاعل، ويكون المفعول محذوفا، والضمير يعود إلى ربي أو إلى الله المذكور تعالى في قوله: أغير الله أتخذ وليا إلى آخره، ويكون المعنى على هذه القراءة: من يصرف الله تعالى عنه هذا العذاب العظيم في ذلك اليوم فقد رحمه، وعلى أي حال فالضمير في قوله تعالى: فقد رحمه يعود على الله، ولهذا اختار ابن جرير الطبري قراءة البناء للفاعل؛ إذ يكون الصارف الدافع للعذاب هو الرحيم، فالنسق يكون واضحا.

                                                          و: يومئذ من إضافة الوقت إلى الوقت أي: ذلك في يوم ذلك الوقت وهو يوم القيامة، وكان ذلك رحمة من الله؛ لأن العذاب يكون عظيما، وذهاب العذاب ودفعه رحمة، ومع ذلك فهناك الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، والنعيم المقيم، فالرحمة إيجابية وسلبية، فالسلبية دفع العذاب، والإيجابية الهداية; فإنها في ذاتها رحمة، ثم ما يعقبها من جزاء. ثم ما هو فوق ذلك وهو رضوان الله تعالى.

                                                          وذلك كله من الرحمة المتنوعة المتعددة وهو الفوز المبين الواضح الذي لا يماري فيه إلا جهول.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية