وإن هذا الصراط هو جماع التوصيات؛ ولذا قال الله تعالى:
ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ويصح أن نعد هذه الوصية العاشرة، وتكون الوفاء بالكيل والميزان وصية واحدة، وهو أولى، والإشارة إلى الصراط المستقيم [ ص: 2743 ] وصى الله تعالى به، أي: أمرنا بالوقوف على هدى الله في هذا الصراط أمرا مشددا بألا نحيد عنه؛ لأن التفرق فيه يجعل أمرنا سددا بددا، لا تجمعنا فيه جامعة، ولا نسلك طريق هداية، ولذلك قرر بعد هذه التوصية المؤكدة: لعلكم تتقون أي: رجاء أن تمتلئ قلوبكم بتقوى الله تعالى، وأن تجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية، ولعلكم أن ترجوا رحمته بعد خوف عقابه، فإن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، ثم اهتدى.