[ ص: 2825 ] nindex.php?page=treesubj&link=30451_34103_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=35يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=36والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين
لقد فعل الناس ما فعلوا في الدنيا منكرين ما أنكروا من بعث ونشور وحساب وعقاب، ومنهم من آمن بالله وبالبعث، وبإرادة الله تعالى الذي يختار ما يشاء، ويبتدئ من بعد ذلك بيان الحقائق لمن آمن واهتدى ولمن ضل وغوى كتابا منشورا، ويبتدئ ذلك من البعث، وقد بين الله - سبحانه وتعالى - أن الجميع إلى نهاية ومن بعدها البعث فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون هذا بيان نهاية كل إنسان في هذه الحياة الدنيا، فهو يعيش إلى أجل محدود، قد عينه الله تعالى له، لا يتأخر ولا يتقدم، وأجل الإنسان هو نهاية حياته.
وقال - سبحانه وتعالى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34ولكل أمة أجل ولم يقل: لكل إنسان أجل، مع أنه لكل إنسان أجل فعلا، فلماذا اختار - جل جلاله - ذكر أجل الأمة؟ تلك حكمة الله تعالى فيما يختار من بيان في الذكر الحكيم، ونتلمس الحكمة في ذلك، نقول: إنه - سبحانه وتعالى - ذكر الأمة دون الآحاد بآحادها أولا لأنه إذا كان للأمة بآحادها وجماعاتها أجل فأولى أن يكون للآحاد آجالها، ثانيا - ولأن الأمة
[ ص: 2826 ] هي الجماعة التي يجمعها عصر وعادات وتقاليد، ويكون فيها توجيه إلى الخير أو إلى الشر، فهي جيل له أحواله، وعليه تبعاته، فالله - سبحانه - أخبرنا أن لكل جيل من الأجيال أجله الذي ينتهي عنده، ويذهب بأثقاله ويجيء من بعده جيل آخر له شأنه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34لا يستأخرون ساعة والساعة أقل من الزمان، والسين والتاء في (يستأخرون) للطلب، والمعنى لا يتأخرون، والتعبير بالسين والتاء هنا إشارة إلى أنه لا يتأخر، ولو طلبوا تأخيره بما يقتضيه حب الحياة بالنسبة للعصاة؛ فإنهم يتمنون الحياة، ولا يتمنون الموت أبدا.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34ولا يستقدمون أي لا يقدم ولو طلبوا أن يقدموا; كأولئك المؤمنين الذين يستعجلون لقاء ربهم لا طلبا للموت ولكن رغبة في الحياة الآخرة ولقاء ربهم؛ طمعا في ثوابه، أو رغبة في رضوانه.
والمعنى: لكل أجل كتاب، والموت بأي سبب من الأسباب هو نهاية الأجل الذي لا يتأخر ولا يتقدم، فالموت بمرض أو بقتل أو حرق أو غرق أو استشهاد في سبيل كلمة حق لأجل الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة
وقدم قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34لا يستأخرون ساعة على
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34يستقدمون لأن الرغبة كثيرة، والرغبة في التقديم قليلة، والله يتولى الأنفس وهو بكل شيء عليم.
[ ص: 2825 ] nindex.php?page=treesubj&link=30451_34103_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=35يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=36وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=37فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ
لَقَدْ فَعَلَ النَّاسُ مَا فَعَلُوا فِي الدُّنْيَا مُنْكِرِينَ مَا أَنْكَرُوا مِنْ بَعْثٍ وَنُشُورٍ وَحِسَابٍ وَعِقَابٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِالْبَعْثِ، وَبِإِرَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي يَخْتَارُ مَا يَشَاءُ، وَيَبْتَدِئُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ بَيَانُ الْحَقَائِقِ لِمَنْ آمَنَ وَاهْتَدَى وَلِمَنْ ضَلَّ وَغَوَى كِتَابًا مَنْشُورًا، وَيَبْتَدِئُ ذَلِكَ مِنَ الْبَعْثِ، وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - أَنَّ الْجَمِيعَ إِلَى نِهَايَةٍ وَمِنْ بَعْدِهَا الْبَعْثُ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ هَذَا بَيَانُ نِهَايَةِ كُلِّ إِنْسَانٍ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَهُوَ يَعِيشُ إِلَى أَجَلٍ مَحْدُودٍ، قَدْ عَيَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ، لَا يَتَأَخَّرُ وَلَا يَتَقَدَّمُ، وَأَجَلُ الْإِنْسَانِ هُوَ نِهَايَةُ حَيَاتِهِ.
وَقَالَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ وَلَمْ يَقُلْ: لِكُلِّ إِنْسَانٍ أَجَلٌ، مَعَ أَنَّهُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ أَجَلٌ فِعْلًا، فَلِمَاذَا اخْتَارَ - جَلَّ جَلَالُهُ - ذِكْرَ أَجَلِ الْأُمَّةِ؟ تِلْكَ حِكْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا يَخْتَارُ مِنْ بَيَانٍ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَنَتَلَمَّسُ الْحِكْمَةَ فِي ذَلِكَ، نَقُولُ: إِنَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ذَكَرَ الْأُمَّةَ دُونَ الْآحَادِ بِآحَادِهَا أَوَّلًا لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ لِلْأُمَّةِ بِآحَادِهَا وَجَمَاعَاتِهَا أَجَلٌ فَأَوْلَى أَنْ يَكُونَ لِلْآحَادِ آجَالُهَا، ثَانِيًا - وَلِأَنَّ الْأُمَّةَ
[ ص: 2826 ] هِيَ الْجَمَاعَةُ الَّتِي يَجْمَعُهَا عَصْرٌ وَعَادَاتٌ وَتَقَالِيدُ، وَيَكُونُ فِيهَا تَوْجِيهٌ إِلَى الْخَيْرِ أَوْ إِلَى الشَّرِّ، فَهِيَ جِيلٌ لَهُ أَحْوَالُهُ، وَعَلَيْهِ تَبِعَاتُهُ، فَاللَّهُ - سُبْحَانَهُ - أَخْبَرَنَا أَنَّ لِكُلِّ جِيلٍ مِنَ الْأَجْيَالِ أَجَلُهُ الَّذِي يَنْتَهِي عِنْدَهُ، وَيَذْهَبُ بِأَثْقَالِهِ وَيَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِ جِيلٌ آخَرُ لَهُ شَأْنُهُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَالسَّاعَةُ أَقَلُّ مِنَ الزَّمَانِ، وَالسِّينُ وَالتَّاءُ فِي (يَسْتَأْخِرُونَ) لِلطَّلَبِ، وَالْمَعْنَى لَا يَتَأَخَّرُونَ، وَالتَّعْبِيرُ بِالسِّينِ وَالتَّاءِ هُنَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا يَتَأَخَّرُ، وَلَوْ طَلَبُوا تَأْخِيرَهُ بِمَا يَقْتَضِيهِ حُبُّ الْحَيَاةِ بِالنِّسْبَةِ لِلْعُصَاةِ؛ فَإِنَّهُمْ يَتَمَنَّوْنَ الْحَيَاةَ، وَلَا يَتَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ أَبَدًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34وَلا يَسْتَقْدِمُونَ أَيْ لَا يُقَدَّمُ وَلَوْ طَلَبُوا أَنْ يُقَدَّمُوا; كَأُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَسْتَعْجِلُونَ لِقَاءَ رَبِّهِمْ لَا طَلَبًا لِلْمَوْتِ وَلَكِنْ رَغْبَةً فِي الْحَيَاةِ الْآخِرَةِ وَلِقَاءِ رَبِّهِمْ؛ طَمَعًا فِي ثَوَابِهِ، أَوْ رَغْبَةً فِي رِضْوَانِهِ.
وَالْمَعْنَى: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، وَالْمَوْتُ بِأَيِّ سَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ هُوَ نِهَايَةُ الْأَجَلِ الَّذِي لَا يَتَأَخَّرُ وَلَا يَتَقَدَّمُ، فَالْمَوْتُ بِمَرَضٍ أَوْ بِقَتْلٍ أَوْ حَرْقٍ أَوْ غَرَقٍ أَوِ اسْتِشْهَادٍ فِي سَبِيلِ كَلِمَةِ حَقٍّ لِأَجْلِ اللَّهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ
وَقُدِّمَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34يَسْتَقْدِمُونَ لِأَنَّ الرَّغْبَةَ كَثِيرَةٌ، وَالرَّغْبَةَ فِي التَّقْدِيمِ قَلِيلَةٌ، وَاللَّهُ يَتَوَلَّى الْأَنْفُسَ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.