الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقد استجاب ناس من قومه، فآمنوا، وعصى آخرون فجحدوا، فذكر القسمين، وأن الله تعالى هو الذي يحكم بينهم، فقال لهم - عليه السلام: وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين .

                                                          وهذا فيه تبشير للذين آمنوا; لأنهم يعبدونه وحده; لأنه لا يمكن أن يحكم لصحة ما يقول الذين يشركون معه حجارة، وهو إنذار للذين لم يؤمنوا; لأنهم يشركون ويعبدون غيره وهو - سبحانه وتعالى - وحده خير الحاكمين، وأفعل التفضيل ليس على بابه؛ لأنه لا خير في حكم سواه، فهو أحكم الحاكمين.

                                                          كان هذا ما بين شعيب وقومه، فماذا كان جواب قومه؟ قد أشار - سبحانه - في النص الكريم السابق إلى أن منهم من آمن، ومنهم من لم يؤمن، وكان رأس من لم يؤمنوا كبراءهم، وقد قال تعالى في موقف هؤلاء الكبراء:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية