في المحافظة على القراءة بالليل
ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة الليل أكثر، قال الله تعالى: من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين
وثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: لو كان يصلي من الليل عبد الله . نعم الرجل
[ ص: 64 ] وفي الحديث الآخر من الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: . يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل ثم تركه
وروى وغيره، عن الطبراني - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سهل بن سعد . شرف المؤمن قيام الليل
والأحاديث والآثار في هذا كثيرة.
وقد جاء عن أبي الأحوص الحبشي قال: إن كان الرجل ليطرق الفسطاط طروقا - أي يأتيه ليلا - فيسمع لأهله دويا كدوي النحل، قال: فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون؟!
وعن كان يقول: اقرؤوا من الليل ولو حلب شاة . إبراهيم النخعي
وعن يزيد الرقاشي قال: إذا أنا نمت، ثم استيقظت، ثم نمت - فلا نامت عيناي.
قلت: وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب، وأبعد عن الشاغلات والملهيات، والتصرف في الحاجات، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات، مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل؛ فإن الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ليلا.
وحديث: ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي شطر الليل فيقول: هل من داع فأستجيب له الحديث.
[ ص: 65 ] وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: في الليل ساعة يستجيب الله فيها الدعاء كل ليلة .
وروى صاحب بهجة الأسرار بإسناده، عن سليمان الأنماطي قال: رأيت - رضي الله عنه - في المنام يقول: علي بن أبي طالب
لولا الذين لهم ورد يقومونا وآخرون لهم سرد يصومونا لدككت أرضكم من تحتكم سحرا
لأنكم قوم سوء لا تطيعونا
ومما يدل على حصوله بالقليل حديث - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عبد الله بن عمرو بن العاص رواه من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقسطين وغيره. أبو داود
[ ص: 66 ] وحكى ، عن الثعلبي - رضي الله عنهما – قال: من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجدا وقائما . ابن عباس