وأما فتقدم الكلام على أنها من أول المخرج الثالث من الحلق، وهي مما يلي الفم، وهي حرف مهموس مستعل رخو منفتح، فإذا نطقت بها فوفها حقها من صفاتها. الخاء:
فإذا وقع بعدها ألف فلا بد من تفخيم لفظها لاستعلائها، وكذلك كل حرف من حروف الاستعلاء، وكذا إن كانت مفتوحة ولم يجئ بعدها ألف. قال ابن الطحان الأندلسي في "تجويده": "المفخمات على ثلاثة أضرب: ضرب يتمكن التفخيم فيه، وذلك إذا كان أحد حروف الاستعلاء مفتوحا. وضرب يكون دون ذلك، وهو أن يقع حرف منها مضموما. وضرب دون ذلك، وهو أن يكون حرف منها مكسورا.
قلت: وهذا قول حسن، غير أني أختار أن تكون على خمسة أضرب: ضرب يتمكن التفخيم فيه، وهو أن يكون بعد حرف الاستعلاء ألف.
[ ص: 120 ] وضرب دون ذلك، وهو أن يكون مفتوحا، ودونه: وهو أن يكون مضموما، ودونه وهو أن يكون ساكنا، ودونه: وهو أن يكون مكسورا.
واحذر إذا فخمتها قبل الألف أن تفخم الألف معها، فإنه خطأ لا يجوز، وكثيرا ما يقع القراء في مثل هذا ويظنون أنهم قد أتوا بالحروف مجودة، وهؤلاء مصدرون في زماننا، يقرئون الناس القراءات. فالواجب أن يلفظ بهذه كما يلفظ بها إذا قلت: هاء، ياء، قال الجعبري:
وإياك واستصحاب تفخيم لفظها إلى الألفات التاليات فتعثرا
وقال شيخنا -رحمه الله-: وتفخيم الألف بعد حروف الاستعلاء خطأ، وذلك نحو ابن الجندي {خائفين} [البقرة: 114] و {الغالبين} [الأعراف: 113] و {قال} [البقرة: 30] و {طال} [الأنبياء: 44] و {خالق} [الأنعام: 102] و {غالب} [آل عمران: 160] ونحو ذلك.وبعض القراء يفخمون لفظها إذا جاورها ألف، ولا يفعلون ذلك في نحو غلبت [البقرة: 249] و خلق [البقرة: 29] .
قال في "نهاية الإتقان": وتفخيم لفظها على كل حال هو الصواب لاستعلائها. شريح
[ ص: 121 ] وينبغي أن تخلص لفظها إذا سكنت، وإلا ربما انقلبت غينا، كقوله: {ولا تخشى} [طه: 77] و {واختار موسى} [الأعراف: 155] و {اختلط} [الأنعام: 146] و {يختم} [الشورى: 24] ونحو ذلك.