[ ص: 123 ] [الذال]
أما فقد تقدم الكلام على أنها تخرج من مخرج الثاء، وهو المخرج العاشر من الفم، وهي مجهورة رخوة منفتحة منسفلة، وهي أقوى من الثاء بالجهر، ولولا الجهر الذي في الذال لكانت ثاء، ولولا الهمس الذي في الثاء لكانت ذالا. الذال:
كقوله تعالى: {ذلك} [البقرة: 2]. وإذا أتى بعد الذال ألف نطقت بها مرققة،
و {ذات} [الأنفال: 1] وشبهه، ومتى لم تحتفظ بترقيق الذال دخلها التفخيم، فيؤديها إلى الإطباق، فتصير عند ذلك ظاء.
وإذا سكنت وأتى بعدها ظاء فإدغامها فيها لازم، نحو قوله تعالى: {إذ ظلموا} في [النساء: 64]، و {إذ ظلمتم} في [الزخرف:39]، ليس في القرآن غيرهما، فاخرج من لفظ الهمزة إلى لفظ الظاء المشددة.
وإذا أتى بعدها حرف مهموس فبين جهرها، وإلا عادت ثاء، كقوله تعالى: {واذكروا إذ كنتم} [الأعراف: 86].
وإن أتى بعدها نون، كقوله: {فنبذناه} [الصافات: 145]، {وإذ نتقنا} [الأعراف: 171] فلا بد من إظهارها، وإلا ربما اندغمت في النون.
وإذا التقت بالراء فلا بد من بيانها وتخليص اللفظ بها رقيقة، وبالراء [ ص: 124 ] بعدها مفخمة، فلا يتساهل في ذلك، فربما انقلبت الذال ظاء إذا فخمت الراء، نحو قوله تعالى: {ذرة} [النساء: 40] و {ذراعا} [الحاقة: 32] و {أنذرتكم} [فصلت: 13].
وإذا أتى بعدها قاف فلا بد من ترقيقها، وإلا صارت ظاء، نحو قوله تعالى: {ذاقوا} [الأنعام: 148] و {الأذقان} [يس: 8].
فلا بد للقارئ أن يأتي بالذال منسفلة منفتحة، وبالظاء مستعلية مطبقة، وذلك نحو قوله تعالى: {المنذرين} [الشعراء: 194] و {المنظرين} [الأعراف: 15] و {ذللناها} [يس: 72] و {ظللنا} [البقرة: 57] و {محذورا} [الإسراء: 57] و {محظورا} [الإسراء: 20] وما
أشبه ذلك.
وإذا تكررت الذال وجب بيان كل منهما، نحو {ذي الذكر} [ص: 1] وقد اجتمع هنا ثلاث ذالات، لأن اللام قلبت ذالا توصلا إلى الإدغام، وبيان كل واحدة منهن لازم.
وإياك أن تبالغ في ترقيق الذال، فتجعلها ثاء، كما يفعل بعض الناس.