الفصل الخامس: في ذكر قراءة الأئمة:
عن أبي جعفر أحمد بن هلال، قال: حدثني محمد بن سلمة العثماني، قال: إني قلت كيف كان يقرأ لورش: فقال: كان لا مشددا ولا مرسلا، بينا حسنا. نافع؟
وقال ابن مجاهد : كان سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل. أبو عمرو
[ ص: 51 ] ووصف الشذائي قراءة أئمة القراءة السبعة، فقال: أما صفة قراءة فحسنة مجهورة بتمكين بين. وأما صفة قراءة ابن كثير فسلسة، لها أدنى تمديد. وأما صفة قراءة نافع فمترسلة جريشة ذات ترتيل، وكان عاصم نفسه موصوفا بحسن الصوت وتجويد القراءة. وأما صفة قراءة عاصم فأكثر من رأينا منهم لا ينبغي أن تحكى قراءته لفسادها، ولأنها مصنوعة من تلقاء أنفسهم، وأما من كان منهم يعدل في قراءته حدرا وتحقيقا فصفتها المد العدل، والقصر والهمز المقوم، والتشديد المجود بلا تمطيط ولا تشديق، ولا تعلية صوت، ولا ترعيد، فهو صفة للتحقيق. وأما الحدر فسهل كاف، في أدنى ترتيل وأيسر تقطيع. وأما وصف قراءة حمزة فبين الوصفين في اعتدال. وأما قراءة أصحاب الكسائي فيضطربون في التقويم، ويخرجون عن الاعتدال. وأما صفة قراءة ابن عامر فالتوسط والتدوير، همزها سليم من اللكن، وتشديدها خارج عن التمضيغ، بترتيل جزل، وحدر بين سهل، يتلو بعضها بعضا. قال: وإلى هذا كان يذهب أبي عمرو بن العلاء في هذه القراءة وغيرها، وبه قرأنا عليه، وله كان يختار، وبمثله كان يأخذ أبو بكر بن مجاهد رحمة الله تعالى عليهما. ابن المنادي،