أما حروف المد واللين فثلاثة يجمعها لفظ "واي" وهو الواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو: يقول [البقرة: 8] والألف الساكنة المفتوح ما قبلها نحو: قال [البقرة: 30] والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو: وقيل [هود: 44] ويجمع الكل بشروطها المذكورة الكلمات التالية: نوحيها [هود: 49] وأوتينا [النمل: 42] أوذينا [الأعراف: 129] وتسمى الحروف الثلاثة هذه حروف المد واللين لخروجها بامتداد ولين من غير كلفة على [ ص: 268 ] اللسان لاتساع مخرجها، وقد تقدم الكلام عليها في باب المخارج فراجعه.
وأما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما، نحو قوله تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون [يونس: 62] وسميا بذلك لخروجهما بلين وعدم كلفة على اللسان، وقد تقدم في باب الصفات معنى اللين لغة واصطلاحا فانظره.
وأما شروط حروف المد واللين فثلاثة:
الأول: ضم ما قبل الواو نحو: يحول [الأنفال: 24].
الثاني: كسر ما قبل الياء نحو: وحيل [سبأ: 54].
الثالث: فتح ما قبل الألف نحو: وحال [هود: 43] وهذا الشرط لازم للألف لا ينفك عنها بخلاف الواو والياء كما سيأتي.
وأما حرفا اللين فلهما شرطان:
الأول: أن يكونا ساكنين.
الثاني: أن يفتح ما قبلهما نحو: الفوز [النساء: 13] والخير [الأنبياء: 35].
ويتلخص مما ذكر أن الياء والواو تارة توصفان بحرفي المد واللين وذلك إذا سكنتا وانكسر ما قبل الياء وانضم ما قبل الواو، وتارة توصفان بحرفي اللين فقط وذلك إذا سكنتا إثر فتح، وإذا خلتا من هذين الوصفين بأن كانتا متحركتين بأي حركة كانت كانتا حرفي علة فقط، والأمثلة غير خفية.
وأما الألف فلا توصف إلا بحرف المد واللين، وهذا الوصف لازم لها؛ لأنها لا تتغير عن سكونها ولا عن فتح ما قبلها، بخلاف الواو والياء في أحوالهما الثلاثة المتقدمة.
ومما تقدم يفهم أن اللين يصدق على حرف المد، فيقال: حرف مد ولين [ ص: 269 ] بخلاف العكس فلا يوصف اللين بالمد إلا إذا كان هناك سبب يقتضي المد، كما سيأتي ذكر ذلك عند الكلام على أسباب المد الفرعي.
وقد أشار العلامة الجمزوري في تحفته إلى حروف المد وحرفي اللين وشروط كل بقوله:
حروفه ثلاثة فعيها من لفظ واي وهي في نوحيها والكسر قبل اليا وقبل الواو ضم
شرط وفتح قبل ألف يلتزم واللين منها اليا وواو سكنا
إن انفتاح قبل كل أعلنا