من بمعنى الذي ، وهو في موضع رفع بالابتداء وخبره ( خير ) ( أم من أسس بنيانه ) عطف على الأولى وهذه قراءة وبها قرأ زيد بن ثابت وفيه أربع قراءات سوى هذه القراءة قرأ نافع أبو جعفر يزيد بن القعقاع وأبو عمرو وعاصم والأعمش وحمزة ( والكسائي أفمن أسس بنيانه ) بفتح الهمزة ونصب البنيان ، وهو اختيار لكثرة من قرأ به وأن الفاعل سمي فيه ، وقرأ أبي عبيد نصر بن عاصم ( أفمن أسس بنيانه ) رفع أسسا بالابتداء وخفض بنيانه بالإضافة والخبر على تقوى من الله ورضوان والجملة في الصلة وأسس وأس بمعنى واحد مثل عرب وعرب ، قال أبو حاتم : ، وقرأ بعض القراء ( أفمن أساس بنيانه ) ، قال : أساس واحد وجمعه أسس والقراءة الخامسة حكاها أبو جعفر أبو حاتم أيضا [ ص: 237 ] وهي ( أفمن أساس بنيانه ) وهذا جمع أس كما يقال خف وأخفاف والكثير أساس مثل خفاف ، وقال الشاعر :
أصبح الملك ثابت الأساس بالبهاليل من بني العباس
( خير أم من أسس بنيانه ) مثل الأول ( على شفا ) والتثنية شفوان والجمع أشفاء وشفي وشفي وجرف وجرفة هار والأصل هائر وزعم أبو حاتم أن الأصل فيه هاور ثم يقال هائر مثل صائم ثم يقلب فيقال هار وزعم أنه يكون من ذوات الواو ومن ذوات الياء وأنه يقال تهور وتهير وحكى الكسائي أن أبو عبيد بن العلا كان يحب أن يميل إذا كانت الراء مكسورة بعد ألف فإن كانت مفتوحة أو مضمومة لم يمل ، قال أبا عمرو : هذا قول أبو جعفر الخليل والعلة عندهما في ذلك أن الراء إذا كانت مكسورة فكأن فيها كسرتين للتكرير الذي فيها فحسنت الإمالة فإذا كانت مفتوحة فكأن فيها فتحتين فلا تجوز الإمالة وكذا إذا كانت مضمومة نحو وبئس القرار وأما كافر فإنما أميل لكسرة الفاء . وسيبويه