ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم [11]
قيل معناه لو عجل الله للناس من العقوبة كما يستعجلون الثواب والخير [ ص: 247 ] فعاقبهم لماتوا لأنهم خلقوا في الدنيا خلقا ضعيفا وليس هم كذا يوم القيامة لأنهم يوم القيامة يخلقون للبقاء ، قال : وقد ذكرنا غير هذا القول استعجالهم على قول أبو جعفر الأخفش بمعنى كاستعجالهم ثم حذف الكاف ونصب ، قال والفراء : كما تقول ضربت زيدا ضربك أي كضربك فأما مذهب الفراء الخليل ، وهو الحق فإن التقدير فيه ولو يعجل الله للناس الشر تعجيلا مثل استعجالهم بالخير ثم حذف تعجيلا وأقام صفته مقامه ثم حذف صفته وأقام المضاف إليه مقامه مثل واسأل القرية وحكى وسيبويه زيد شرب الإبل ولو جاز ما قال سيبويه الأخفش لجاز زيد الأسد أي كالأسد فهذا بين جدا ، قال والفراء : ويقرأ ( لقضى إليهم أجلهم ) وهي قراءة أبو إسحاق ابن عامر الشامي وهي قراءة حسنة لأنه متصل بقوله جل وعز ولو يعجل الله للناس الشر ، قال : ( الأخفش فنذر الذين لا يرجون لقاءنا ) مبتدأ ، قال : و ( يعمهون ) أي يتحيرون .