أمن [35]
قال : إن قال قائل كيف دخلت أم على من قيل لأن أم والألف أصل الاستفهام ألا ترى أن أم تدل على هل ، قال الأخفش : في أم من لا يهدي خمس قراءات قرأ أبو جعفر أبو عمرو وابن كثير ( أم من لا يهدي ) بفتح الياء والهاء وتشديد الدال وكذا روى وعبد الله بن عامر عن ورش وحدثني نافع إبراهيم عن محمد بن عرفة قال حدثني إسماعيل بن إسحاق قال حدثني عن قالون أنه قرأ ( أم من لا يهدي ) بفتح الياء وإسكان الهاء وتشديد الدال ، قال نافع : ، وقرأ أبو عبيد ( عاصم أمن لا يهدي ) بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال ، وقال : قرأ الكسائي ( أم من لا يهدي ) بكسر الياء والهاء [ ص: 254 ] وتشديد الدال فهذه أربع قراءات ، وقرأ عاصم يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة ( أم من لا يهدي ) بفتح الياء وتسكين الهاء وتخفيف الدال ، قال والكسائي : القراءة الأولى بينة في العربية الأصل فيها يهتدي أدغمت التاء في الدال وقلبت حركتها على الهاء والقراءة الثالثة هي المعروفة عن أبو جعفر عاصم والحسن وأبي رجاء أدغمت الياء في الدال وكسرت الهاء لالتقاء الساكنين والقراءة الثانية التي رواها عن قالون يحكي فيها الجمع بين ساكنين وهذا لا يجوز ولا يقدر أحد أن ينطق به قال محمد بن يزيد لا بد لمن رام مثل هذا أن يحرك حركة خفيفة إلى الكسر نافع يسمي هذا اختلاس الحركة وأما كسر الياء مع الهاء الذي رواه وسيبويه عن الكسائي فلا يجوز عند عاصم سيبويه يجيز تهدي ونهدي وإهدي ولا يجيز يهدي لأن الكسر في الياء ثقيل وأما القراءة الخامسة أم من لا يهدي فلها وجهان في العربية وإن كانت بعيدة فأحد الوجهين أن وسيبويه الكسائي قالا يهدي بمعنى يهتدي قال والفراء : لا يعرف هذا ولكن التقدير أم من لا يهدي غيره تم الكلام ثم قال ( أبو العباس إلا أن يهدى ) استثناء ليس من الأول أي لكنه يحتاج إلى أن يهدى كما تقول فلان لا يشبع غيره إلا أن يشبع أي لكنه يحتاج أن يشبع ، قال : ( أبو إسحاق فما لكم ) تم الكلام والمعنى أي شيء لكم في عبادة الأوثان ( كيف تحكمون ) قال ( كيف ) في موضع نصب والمعنى على أي حال .