قال : الملأ الرؤساء أي هم مليئون بما يقولون ( أبو إسحاق ما نراك إلا بشرا مثلنا ) نصب على الحال ومثلنا مضاف إلى معرفة ، وهو نكرة يقدر فيه التنوين كما قال :
يا رب مثلك في النساء غريرة
( وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ) وهم الفقراء والذين لا حسب لهم والخسيسو الصناعات وفي الحديث أنهم كانوا حاكة وحجامين وكان هذا جهلا منهم لأنهم عابوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بما لا عيب فيه لأن الأنبياء صلوات الله عليهم إنما عليهم أن يأتوا بالبراهين والآيات وليس عليهم تغيير الصور والهيئات وهم يرسلون إلى الناس جميعا فإذا أسلم منهم الذين لم يلحقهم من ذلك نقصان لأن عليهم أن يقبلوا إسلام كل من أسلم منهم ( بادي الرأي ) بدا يبدو إذا ظهر كما قال :
فاليوم حين بدون للنظار
[ ص: 280 ] ويجوز أن يكون بادي الرأي من بدأ وخففت الهمزة وحقق الهمزة فقرأ ( بادئ الرأي ) ، قال أبو عمرو : نصبه بمعنى في بادئ الرأي ، قال أبو إسحاق : لم يشرح النحويون نصبه فيما علمت بأكثر من هذا فيجوز أن يكون في حذفت كما قال جل وعز أبو جعفر واختار موسى قومه ويجوز أن يكون المعنى اتباعا ظاهرا .