قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك [81]
أي لن يصلوا إليك بمكروه فيروى أنه لما قالوا له هذا خلى بين قومه وبين الدخول فأمر جبرائيل - صلى الله عليه وسلم - يده على أعينهم فعموا وعلى أيديهم فجفت فرجعوا إلى منازلهم مسرعين ( فأسر بأهلك ) يقال سرى وأسرى إذا سار بالليل لغتان فصيحتان ( ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ) نصب بالاستثناء وهي القراءة البينة والمعنى فأسر بأهلك إلا امرأتك وقد قال جل وعز كانت من الغابرين أي من الباقين لم يخرج بها وإن كان قد قيل فيه غير هذا ويدل أيضا على النصب أنه في قراءة ( فأسر بأهلك إلا امرأتك ) وقد قيل المعنى لا [ ص: 297 ] يلتفت منكم أحد إلى ما خلف وليخرج مع عبد الله لوط - صلى الله عليه وسلم - ، وقرأ أبو عمرو ( إلا امرأتك ) بالرفع على البدل فأنكر هذه القراءة جماعة منهم وابن كثير ، قال أبو عبيد : ولو كان كذا لكان ولا يلتفت بالرفع ، وقال غيره : كيف يجوز أن يأمرها بالالتفات ، قال أبو عبيد : وهذا الحمل من أبو جعفر ومن غيره على مثل أبي عبيد مع جلالته ومحله من العربية لا يجب أن يكون والتأويل له على ما حكى أبي عمرو قال هذا كما يقول الرجل لحاجبه لا يخرج فلان فلفظ النهي لفلان ومعناه للمخاطب أي لا تدعه يخرج فكذا لا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ومثله لا يقم أحد إلا زيد يكون معناه انههم عن القيام إلا زيدا ووجه آخر يكون معناه مر زيدا وحده بالقيام ( محمد بن يزيد أليس الصبح بقريب ) لأن لوطا - صلى الله عليه وسلم - استعجلهم بالعذاب لغيظه على قومه ، وقرأ عيسى بن عمر ( أليس الصبح ) بضم الباء وهي لغة .