قراءة أهل المدينة وأبي عمرو بإثبات الياء في الإدراج وحذفها في [ ص: 302 ] الوقف وحكي أن والكسائي أبيا رضي الله عنهما قرآ ( يوم يأتي ) بإثبات الياء في الوقف والوصل ، وقرأ وابن مسعود الأعمش ( يوم يأت ) بغير ياء في الوقف والوصل ، قال وحمزة : الوجه في هذا أن لا يوقف عليه وأن يوصل بالياء لأن جماعة من النحويين قالوا لا وجه لحذف الياء ولا يجزم الشيء بغير جازم فأما الوقف بغير ياء ففيه قول أبو جعفر قال لأن الفعل السالم يوقف عليه كالمجزوم فحذف الياء كما يحذف الضمة على أن الكسائي أبا عبيد قد احتج بحذف الياء في الوقف والوصل بحجتين إحداهما أنه زعم أنه رآه في الأمام الذي يقال له مصحف رضي الله عنه بغير ياء والحجة الأخرى أنه حكى أنها لغة عثمان هذيل يقولون ما أدر ، قال : أما حجته بمصحف أبو جعفر رضي الله عنه فشيء يرده عليه أكثر العلماء قال عثمان رحمه الله سألت عن مصحف مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل لي قد ذهب وأما الحجة بقولهم ما أدر فلا حجة فيه لأن هذا الحرف قد حكاه النحويون القدماء وذكروا علته وأنه لا يقاس عليه والعلة فيه عند عثمان وإن كان سيبويه حكى لا أدر كثرة الاستعمال ومعنى كثرة الاستعمال أنه نفي لكل ما جهل وأنشد سيبويه في حذف الياء : الفراء
كفاك كف ما تليق درهما جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
( لا تكلم نفس ) والأصل تتكلم حذفت إحدى التاءين تخفيفا .