وفي الأرض قطع متجاورات [4]
ابتداء وخبر ، ودل بهذا على قدرته -جل وعز - ( وجنات من أعناب ) عطف ، ويجوز "وجنات" على "وجعل فيها جنات " ، ويجوز أن يكون في موضع خفض عطفا على كل ( وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان ) بالخفض قراءة أهل المدينة وأهل الكوفة ، وقرأ أبو عمرو : ( وابن كثير وزرع ) بالرفع وما بعده مثله . قال : قلت الأصمعي : كيف لا تقرأ "وزرع" بالجر ؟ فقال : الجنات لا تكون من الزرع . قال لأبي عمرو بن العلاء : هذا الذي قاله أبو جعفر -رحمه الله - لا يلزم من قرأ بالجر ؛ لأن بعده ذكر النخيل ، وإذا اجتمع مع النخيل الزرع قيل لهما : جنة . وحكي عن أبو عمرو أنه قال : "وزرع ونخيل " بالخفض أولى لأنه أقرب إليه ، واحتج بحكاية محمد بن يزيد : "خشنت بصدره وصدر زيد " ، وأن الجر أولى من النصب لقربه منه ، كذا "وزرع" أولى لقربه من "أعناب" . "صنوان" جمع صنو ، مثل نسوة ونسوان ، وقنو وقنوان ، وحكى سيبويه قنوان ، وقال سيبويه : [ ص: 351 ] "صنوان" بالضم لغة الفراء تميم وقيس ، والكسر لغة أهل الحجاز ، فإن جمعت صنوا في أقل العدد قلت : أصناء ، والكثيرة صني وصني . وقرأ الحسن وعاصم وحميد وابن محيصن : ( يسقى ) بالياء على تذكير النبت أو الجمع ، واحتج للتأنيث بأن بعده : ( أبو عمرو ونفضل بعضها ) ولم يقل بعضه . قال : وهذا احتجاج حسن . وقرأ أهل الحرمين وأهل أبو جعفر البصرة : ( ونفضل ) بالنون ، وقرأ أهل الكوفة إلا : ( ويفضل ) بالياء ، قال عاصما : ونفضل على الاستئناف ، ويفضل على أول السورة ، وهذا شيء قد تقدم وانفصل بقوله - عز وجل - : أبو عبيد وفي الأرض قطع متجاورات قال : وهذا احتجاج حسن . ( أبو جعفر إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) في موضع خفض أي عقلاء .