التقدير عند سيبويه : وفيما يقص عليكم . وقال والأخفش : إنما مثل أعمال الذين كفروا كرماد . وقال غيره : الكسائي مثل الذين كفروا مبتدأ ، أعمالهم " بدل منه ، والتقدير : مثل أعمالهم ، ويجوز أن يكون مبتدأ ثانيا ، كما حكي : صفة فلان أنه [ ص: 367 ] أحمر . قال : ولو قرأ قارئ بالخفض : "أعمالهم " جاز ، وأنشد : الفراء
ما للجمال مشيها وئيدا
( في يوم عاصف ) على النسب عند البصريين ، بمعنى : ذي عاصف . وأجاز أن يكون بمعنى : في يوم عاصف الريح ، وأجاز أيضا أن يكون عاصف للريح خاصة ، ثم يتبعه يوما ، قال : وحكى نحويون : هذا جحر ضب خرب . قال الفراء : هذا مما لا ينبغي أن يحمل كتاب الله -جل وعز - ، عليه وقد ذكر أبو جعفر أن هذا من العرب غلط ، واستدل بأنهم إذا ثنوا قالوا : هذان جحرا ضب خربان ؛ لأنه قد استبان بالتثنية والتوحيد ، ونظير هذا الغلط قول سيبويه : النابغة
أمن آل مية رائح أو مغتدي عجلان ذا زاد وغير مزود
زعم البوارح أن رحلتنا غد وبذاك خبرنا الغراب الأسود
فلا يجوز مثل هذا في كلام ، ولا لشاعر نعرفه ، فكيف يجوز في كتاب الله -جل وعز - ؟ !
ثم أنشد بيتا : الفراء
[ ص: 368 ]
يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب
وزعم أن أبا الجراح أنشده إياه بخفض "كلهم" ، وهذا مما لا يعرج عليه ؛ لأن النصب لا يفسد الشعر ، ومن قرأ : "في يوم عاصف " بغير تنوين أقام الصفة مقام الموصوف ، أي : في يوم ريح عاصف .