وتصف ألسنتهم الكذب    [62] 
جمع لسان على لغة من ذكر اللسان ، ومن أنث قال : ألسن ، ومن قال :  [ ص: 400 ] ألسن ، ثم سمى بلسان رجلا لم يصرف ، وإن قال ألسنة صرف ، والكذب منصوب بتصف ، و " أن لهم " بدل من الكذب . قال أبو حاتم   : وقرأ أهل الشام  ، أو بعضهم : ( وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى   ) نعت للألسنة . قال قطرب   : أن لهم النار  في موضع رفع ، أي وجب ذلك . وقال غيره : " أن " في موضع نصب ، أي : كسبهم ذلك " أن لهم النار " . وقد ذكرنا معنى ( لا جرم   ) . قرأ  عبد الله بن مسعود  ،  وعبد الله بن عباس   - رحمهما الله - ، وهذه القراءة قراءة أبي رجاء   ونافع   : " وأنهم مفرطون " بكسر الراء والتخفيف . وقرأ  أبو جعفر   : " وأنهم مفرطون " بكسر الراء والتشديد . قال أبو حاتم   : وروي عن  أبي جعفر   : " وأنهم مفرطون " بفتح الراء والتشديد . وقرأ  الحسن  ،  والأعرج  ،  وأبو العالية  ،  وسعيد بن جبير  ،  ومجاهد  ، وهي قراءة  أبي عمرو بن العلاء  والكوفيين : " وأنهم مفرطون " بفتح الراء والتخفيف . وأصل هذا كله من التجاوز والتقدم . فمفرطون : مبالغون متجاوزون في الشر ، ومنه يقال : قد أفرط فلان على فلان ، و " مفرطون " مضيعون متجاوزون لما يجب ، ومنه : أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ، وفي التشديد معنى المبالغة والتكثير ، و " مفرطون " مقدمون إلى النار . 
				
						
						
