أي لدلالة على قدرة الله - جل وعز - وحسن تدبيره . ( نسقيكم ) بفتح النون قراءة ، عاصم وشيبة ، . ( ونافع نسقيكم ) بضم النون قراءة ، ابن كثير ، وأبي جعفر ، والكوفيين إلا وأبي عمرو بن العلاء . قال عاصما الخليل - رحمهما الله - : سقيته ناولته فشرب . وأسقيته جعلت له سقيا . وقال وسيبويه : هما لغتان . قال أبو عبيدة : سقيته يكون بمعنى عرضته لأن يشرب . وأسقيته دعوت له بالسقيا . وأسقيته جعلت له سقيا . وأسقيته بمعنى سقيته عند أبو جعفر ، فنسقيكم بالضم إلا أنه حكي عن أبي عبيدة أنه قال : نسقيكم بالفتح ههنا أشبه بالمعنى . ( محمد بن يزيد مما في بطونه ) فذكر ، فللنحويين في هذا أربعة أقوال : فمن أحسنها مذهب : أن العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد ، ثم ذكر الآية كأنه ذهب إلى أن الأنعام تذكر وتؤنث . وقال سيبويه : حكاه عنه الكسائي المعنى نسقيكم مما في بطون ما ذكرنا ، وقال الفراء : الأنعام والنعم واحد وهما جمعان ، فرجع إلى [ ص: 402 ] تذكير النعم ، وحكي عن الفراء العرب : هذا نعم وارد . وحكى عن أبو عبيد هذا القول ، وأنشد : الكسائي
أكل عام نعم تحوونه يلقحه قوم وتنتجونه
والقول الرابع حكاه عن أبو عبيد قال : المعنى نسقيكم مما في بطون أيها كان له لبن ؛ لأنه ليست كلها لها لبن . ( أبي عبيدة سائغا للشاربين ) نعت .