مصدر . ( إما يبلغن عندك الكبر ) قراءة أهل المدينة وأهل البصرة . وقراءة أهل وعاصم الكوفة إلا : ( إما يبلغان عندك الكبر ) ، والقراءة الأولى أبين في العربية ؛ لأن أحدهما واحد ، وتجوز الثانية كما تقول : [ ص: 421 ] جاءاني أحدهما أو كلاهما على البدل ؛ لأنك قد جئت بعد الفعل بثلاثة ، والوجه : جاءاني أحدهما أو كلاهما . وإن شئت قلت : جاءاني كلاهما أو أحدهما على أن يكون كلاهما توكيدا وأحدهما عطفا . ( عاصما فلا تقل لهما أف ) فيه سبع لغات : قرأ وأهل الحسن المدينة : ( ولا تقل لهما أف ) بالكسر والتنوين . وقال وأهل أبو عمرو الكوفة بالكسر بغير تنوين . وقرأ أهل مكة وأهل الشام بالفتح بغير تنوين . وحكى الكسائي ثلاث لغات سوى هذه ؛ حكيا النصب بالتنوين ، والضم بالتنوين ، والضم بغير تنوين . وحكى والأخفش اللغة السابعة قال : يقال : أفي بإثبات الياء كأنه قال هذا القول لك . قال الأخفش : القراءة الأولى يكون الكسر فيها لالتقاء الساكنين ، والتنوين لأنه نكرة فرقا بينه وبين المعرفة ، وهي قراءة حسنة ، وأصل الساكنين إذا التقيا الكسر ، وزعم أبو جعفر أنه لا يجوز إلا التنوين في مثل هذه الأشياء ، وأن ذا الرمة لحن في قوله : الأصمعي
وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع
وكان مولعا برد اللغات الشاذة التي لا تكثر في كلام الفصحاء . فأما النحويون الحذاق فيقولون : حذف التنوين على أنه معرفة ، وعلى هذا القراءة [ ص: 422 ] الثانية والقراءة الثالثة ؛ لأن الفتح خفيف والتضعيف ثقيل ، والتنوين كما تقدم ، والضم بغير تنوين على الاتباع ، كما يقال : رد ، والتنوين كما ذكرنا إلا أن الأصمعي قال : التنوين قبيح إذا رفعت لأنه ليس في الكلام معه لام كأنه يقدر رفعه بالابتداء ، كما يقال : ويل له ، وزعم أن النصب بالتنوين كما يقال : تعسا له . ( الأخفش وقل لهما قولا كريما ) أي قولا تكرمهما به وتعظمهما به .