وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس [ 60 ] .
[ ص: 431 ] قال : قد ذكرناه . وقد قيل : إن ربك أحاط بالناس علما ومعرفة وتدبيرا ، فلهذا لم يعطهم الآيات التي اقترحوها لعلمه - جل وعز - بهم . ( أبو جعفر وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) مفعولان ، أي محنة امتحنوا بها وتكليفا ، وقد تكلم العلماء في هذه الرؤيا ، فمن أحسن ما قيل فيها : وصحيحه أنها الرؤيا التي رآها محلقين رؤوسهم ومقصرين ، فلما رد النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية عن البيت فافتتن جماعة من الناس حتى قال - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ألم تعدنا أنا ندخل المسجد الحرام ؟ ! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أقلت لكم في هذا العام ؟ " قال : لا ، قال : " فإنكم ستدخلونه " . فدخلوه في العام المقبل ، كما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر . ومن حسن ما قيل فيها أيضا : ما رواه سفيان ، عن ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة في قول الله - جل وعز - : ( ابن عباس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) قال : هي رؤيا عين رآها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به ، لا رؤيا نوم . قال : ( والشجرة الملعونة ) شجرة الزقوم . قال : ويجوز : " والشجرة الملعونة " بالرفع يجعله نسقا على المضمر الذي في " فتنة " ، قال : كما تقول : جعلتك عاملا وزيدا وزيد . ( الفراء ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) قال : الطغيان المعصية ، وقال السدي : هذا في مجاهد أبي جهل .