واستفزز من استطعت منهم بصوتك [ 64 ] .
هذا على جهة التهاون به وبمن اتبعه والتهديد له ؛ لأن من عصى فإنما عصيانه على نفسه وليس ذلك بضار غيره . والعرب تفعل هذا على جهة التهديد ، ومثله : اعملوا ما شئتم ولا يقع هذا إلا بعد النهي ، فالله - جل وعز - قد نهى عن المعاصي ، وكما تقول : يا غلام لا تكلم فلانا ، ثم تهدده وتحذره فتقول : كلمه إن كنت صادقا ، وكذا : " وأجلب عليهم بخيلك ورجلك " قيل : إن هذا على [ ص: 433 ] التمثيل . وقيل : يجوز أن يكون له خيل ورجل . وقيل : هذا الخيل والرجل الذين يسعون في المعاصي ، وكذا : وشاركهم في الأموال والأولاد هو أن يزين لهم أن ينفقوا أموالهم ويستعملوا أولادهم في المعاصي .